ازدادت أيام معايشتي للأمريكان واقتربت من الختام.. وتيقنت بأن هناك فوارق بيننا وبينهم، لكن لن أسرد فيما يتميز به أبناء العم سام عنا، ولن اتبع نظرية »‬أبيع نفسي»، ولن أقول: »‬ماهي خربانة.. خربانة».. ولكن سأوضح شقين أساسيين - من وجهة نظري المتواضعة - يجب أن نضعهما في الحسبان لكي نتقدم. الشق الأول خاص بحكومتنا الغراء وسياستها التي مازالت غير مستقرة، وبات عليها الاعتماد بشكل أكبر علي الكفاءات وذوي العقول المفكرة المستنيرة؛ حتي لا يزداد ترنحنا.. واتيقن أن مصر التي أخرجت زويل والباز لديها الكثير والكثير آخرون، ولكنهم بعيدون عن أحضان الحكومة، وخاصة شريحة الشباب الواسعة التي تحمل في جعبتها الكثير لتطوير مصر.. وبالمناسبة يعتمد الأمريكان علي شبان كثر في مناصب رفيعة جدا، وحكومتنا مازالت تعتمد علي »‬كبار السن» دونما الجيل المستنير الذي يرغب في نهضة بلده ولا يعرف كيف يعمل ومن أين يبدأ ومع من يتعامل؟!.. لا أطالب بإقصاء لأحد ولكن مصر بحاجة إلي »‬شيوخ الخبرة» لنقل خبرة السنوات الطويلة لنا، وليس »‬عواجيز الفكر» الذين يعيشون أدوار »‬الطواويس» وكأنهم جهابذة عصورهم، فهم يهيمنون ولا يتقدمون.. حكومتنا مازالت مخطئة وعلي الرئيس السيسي التدخل السريع للحل، لأن الأمل في الشباب وفتح باب مصر علي مصراعيه أمامه ووضعه أمام مسئوليات كبيرة متدرجة - السبيل لصنع مصر المستقبل في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة التي نعيشها. أما الشق الثاني فمرتبط بسلوكيات فردية سيئة من بعض فئات المواطنين الذين لا يحترمون القانون في أفعالهم ولا يدركون أنهم يسيئون لمصر قبل أنفسهم، وعلي سبيل المثال لم أستطع الإنكار أمام الأمريكان أن نسبة التحرش في مصر وصلت ٨٠٪، ولكنني عللت ذلك بأننا مازلنا نعاني تداعيات حالة الانفلات الأمني و»عجلة» الأمن مازالت »‬مفسية» والقضاء علي مثل هذه السلوكيات السيئة لم يطبق بعد بنسبة١٠٠٪ لأن الدولة مازالت تواجه إرهابا متوغلا وتدخلات خارجية.