كنت أظن أن لا أحد يحب الزمالك أو يشجعه مثلي، لكني عندما حزمت حقائب أحلامي وقررت الهجرة إلي الشمال في منتصف الثمانينيات وبمجرد أن وطئت قدماي دار أخبار اليوم والتقيت بهؤلاء الثلاثة عرفت أني في حب الزمالك مازلت أحبو وأن هناك من تخطي في حب هذا النادي مراحل الطفولة والمراهقة ووصل إلي درجة العشق العاطفي التي تجعله لا يتوقف لحظة عن تشجيع الزمالك سواء في لحظات السراء وما أقلها أو في الضراء وما أكثرها، هؤلاء الثلاثة الذين يستحقون لقب زملكاوية عن جدارة هم أساتذني وأصدقائي الذين تعلمت منهم الصحافة وحب الزمالك علي طريقتهم وهم اسامة شلش مدير تحرير الأخبار ومحيي عبد الغفار مدير تحرير الأخبار ومحمود سالم مدير تحرير أخبار اليوم. مهما كانت درجة أهلويتك فأنصحك ألا تدخل في نقاش مع أي من هؤلاء الزملكاوية الثلاثة لأنك خاسر لا محالة حتي لو كنت تملك الحجة والبرهان علي صدق كلامك فأسامة شلش قادر علي أن يفحمك ويقنعك بأن الزمالك كان هو الأجدر بالفوز فلا تجد مفرا سوي أن تصدق كلامه، أما محيي عبد الغفار فأستجير به كلما حاصرني الأهلوية في حالة هزيمة الزمالك فيدخل فيهم شمال حيث لا يقوي علي مناقشة محيي في تحليله لأسباب هزيمة الزمالك وكلها طبعا أسباب لا تمت بأي صلة بخطة المدرب ولا طريقة اللعب ولا تقاعس اللاعبين الذين يراهم محيي أفضل لاعبي العالم قاطبة، أما محمود سالم فهو جبرتي الزمالك ليس فقط لأنه يعرف تفاصيل حياة كل لاعب في الزمالك وتاريخه والأهداف التي سجلها بل يعرف نفس هذه المعلومات عن لاعبي الفرق المنافسة وعلي رأسها الأهلي طبعا! مشكلتي أنني منذ سنوات لم أعد اتابع مباريات الزمالك بنفس القدر الذي كنت عليه في الماضي ولا أعرف شكل ولا أسماء عدد كبير من اللاعبين وأشعر بالخجل من نفسي كلما قابلت اسامة شلش في الأسانسير وهو يقول لي:بس إيه رأيك ياشومة في الواد الجديد اللي الزمالك ضمه،فأتظاهر بأني أعرفه وأقول له: ممتاز بس ماعجبنيش في الماتش بتاع امبارح كان أناني شوية فيضربني علي كتفي قائلا في دهشة: امبارح ايه ياعم الدوري موقوف بقاله شهر وبعدين الواد ده لسه ملعبش معانا من ساعة ماخطفناه قبل الأهلي فأضحك قائلا:عارف طبعا ياأخي عارف بس باختبرك،أما محيي عبدالغفار فتراه يجلس أمام الماكيت في الصالة ممسكا بالراديو الترانزستور يتابع الزمالك أينما كان ويظل كل مباراة يحسب النقاط دون فائدة حيث تتبخر النقاط واحدة تلو الأخري ونخسر الدوري وهو ما لا يعترف به محمود سالم أبدا حتي وهو يتلقي ونحن في مهمة عمل بأمريكا من مصطفي ابنه الزملكاوي حتي النخاع نبأ هزيمة الزمالك فتراه يثور قائلا: شوف كويس يابني اكيد احنا اللي فزنا! عن فرحة أصدقائي الزملكاوية الثلاثة هذه الأيام حدث ولا حرج،معنوياتهم في السماء وهم يرون فريق الأحلام يوشك أن يحقق لهم حلماً ظل فترة بعيد المنال،كنت أتمني أن أعرف هؤلاء المخلصين الذين لم تهتز ثقتهم في ناديهم أبدا أيام الطفولة وقت أن كنت لا أملك سوي الدموع أذرفها كلما خسر الزمالك حتي جفت الدموع ولم يعد منها مزيد،ساعتها كنت سأضمن حتي في حالة الهزيمة وجود من يقنعني بأن الزمالك هو الفائز لأنه لا يوجد في قاموسه أبدا كلمة هزيمة، فالزمالك لا يخسر أبدا!