وجهت في مقال سابق نقدا شديدا لوزارة الخارجية حول عدم محاسبة ممثليها في الخارج وأعتقدت أن الوزارة لن تحرك ساكنا، ولكن فوجئت بتحرك سريع بإرسال لجنة تفتيش للرياض، كما أن ظهور حركة السفراء التي أعتمدها الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذه الصورة ومن خلال قراءتي ومعلوماتي الأولية فقد نجحت الخارجية في الضرب بيد من حديد علي رؤوس بعض الشخصيات التي مثلت بمصر وارتكبت مخالفات جسيمة فعلي سبيل المثال تم إنهاء عمل أحد السفراء قبل أقل من عامين من توليه منصبه في دولة عربية مهمة بالنسبة لمصر، وسيعود إلي منزله ولن يجد له موقعا بالوزارة، وكذلك الأمر بالنسبة لقناصل بدرجة سفراء في أوربا.. عندما نكتب في هذا الأمر نري أن وزارة سيادية في حجم الخارجية تسعي للمحافظة علي كيانها كمدرسة دبلوماسية عريقة في العالم تتخلص ممن يثبت ارتكابه لمخالفات مهما كان موقعه،كما أنهارسالة لكل دبلوماسي أو إداري بأن هناك عقوبات شديدة ضد من يرتكب أي فساد سواء كان ماديا أو إداريا أو أخلاقيا.. ونستطيع ان نطلق علي ما حدث بأن «الخارجية تلفظ خبثها» وتطهر نفسها بنفسها وهذا ما نأمله في كافة قطاعات الدولة بأن تبدأ في التخلص من الشخصيات الفاسدة لتنقية مناخ العمل في مصر من الفسدة وأصحاب المصالح.. ونأمل أيضا من الخارجية أن تضع عقوبات للكسالي ممن يقضون وقتا لإنهاء فترة إنتدابهم في سفاراتنا بالخارج دون إحداث تقدم وتفاعل ملموس مع القضايا المصرية ومشكلات الجاليات المصرية في الخارج.
وفي النهاية نستطيع القول أنه عندما تصل السلبيات بشكل صحيح للخارجية فهي تتحرك بصورة بكل قوة للقضاء عليها وللمحافظة علي كيان مؤسسة عريقة في مصر وهي الخارجية.