حجم الاختلاقات والقراءات الخاطئة، لكتاب (خيارات صعبة) مذكرات هيلاري كلينتون فترة عملها وزيرة للخارجية الأمريكية (2009-2013) فاقت كل خيال، وانتقلت من الكذب الي الخرافة ،لا عقل ولا منطق، لكل تأويله وتحريفه وترجمته المختلفة، وفوق كل ذلك، لا أحد ممن استند في نقل المعلومات علي الكتاب، قرأه بالفعل !!  وبعيدا عن قيمة كتاب كلينتون، وقيمة المعلومات التي قدمها، أو التي أخفاها، ما يعنيني في الأمرهو تعامل الأعلام المصري مع الكتاب، وكيف مارس لعبة الترويج لأكاذيب وخرافات ،وكيف مارس الاستسهال والفبركة علنا، دون أدني درجة من الدقة والبحث والمراجعة، ودون جهد قراءة الكتاب، أو حتي قراءة ترجمته، ما يعنيني هو ضياع المهنية، وافتقاد الموضوعية، وسيادة الفهلوة. في افتتاح المهرجان القومي للمسرح المصري في الأسبوع الماضي، تكلم د. جابرعصفور (وزير الثقافة)عن أهمية دور المسرح في محاربة الأرهاب، ودون سياق، ذكر أن هيلاري كلينتون في مذكراتها تكلمت عن ( أن واشنطن تقف وراء تأسيس داعش ) وهي المعلومة التي من فرط تداولها وانتشارها عربيا، قامت السفارة الأمريكية في بيروت، بنفي الخبر رسميا، ونفي تواجد مثل هذة المعلومة بالكتاب ! اما الخرافة الأكبر، فهي ما ذكره الاعلامي محمد الغيطي في برنامجة، نقلا أيضاعن كتاب كلينتون ( أن مصر أثناء 30يونيو، قامت بحصار الأسطول السادس الامريكي، حين اقترب من المياه المصرية قرب الاسكندرية، وأن الضفادع البشرية المصرية بقيادة الفريق مميش »قائد القوات البحرية السابق»‬ نزلت تحت البوارج الأمريكية، ثم صعدوا، وأسروا قائد أحدي البوارج !! بعدها تحدث قائد عسكري مصري مع اوباما، وقال له نحن لا نريد التصعيد، وطالبه بمغادرة الأسطول الأمريكي للمياه المصرية، وهو ماحدث )!! هذا ما قاله الغيطي..(ويامثبت العقل )..! الحكاية محض خرافة، لم ترد في كتاب كلينتون، ومحض جنون لا يرد هكذا في الاعلام، أضافة الي سيل من الأخطاء والمعلومات الملفقة، فالفريق مميش لم يكن قائدا للبحرية في ذلك الوقت، وكلينتون أيضا لم تكن وزيرة للخارجية الأمريكية في ذلك الوقت، ولم يحدث أن اخترق الأسطول الأمريكي المياة المصرية، وليس بإمكان قائد عسكري أن يهاتف الرئيس الأمريكي مباشرة، وأيضا توجيه أنذار له ..ثم كل هذا الهراء نفاه مصدر عسكري مصري رسميا ! ماذا يحدث في العقل المصري؟  ما كل هذا التلفيق وكل هذا الاستسهال ؟ ولماذا؟