هناك دواع ومسببات كثيرة للأمل في غد أفضل، باتت واضحة جلية لكل المصريين المحبين لوطنهم، والمؤمنين بقدرتهم علي تغيير الواقع وتحقيق الطموحات التي يسعون إليها، والتي ارتفعت وتزايدت بعد الثلاثين من يونيو. وعلي رأس هذه الدواعي تلك الروح الجديدة التي انبعثت في نفوس المصريين، فور اطلاق اشارة البدء لإقامة مشروع قناة السويس الجديدة، والعديد من المشروعات القومية الكبري التي تم وضعها موضع التنفيذ في مجالات استصلاح الأراضي وزراعتها، والطرق والنقل، وتطوير وتنمية الساحل الشمالي، وغيرها، وغيرها. ولكن بالرغم من وجود هذا الكم الكبير والمتعدد من الأسباب والدواعي للأمل في الغد الأفضل لمصر والمصريين، إلا ان هناك وجودا أيضا للدواعي والمسببات الداعية للاحباط، تتمثل في مناخ الإهمال والتسيب القائم والمنتشر في المحليات، والشائع في القري والمدن والمحافظات، مما تسبب في وجودكم هائل من السلبيات المحبطة  والداعية لفقدان الأمل،...، وهذا شيء خطير لابد من تصحيحه ووضع حد له قبل ان يقتل الأمل في نفوس المواطنين جميعا. وإذا ما تحدثنا بصراحة وشفافية، وهذا ما يجب ان يكون، لقلنا بوضوح إن الانطباع العام لدي غالبية المواطنين يؤكد، أن الجهاز الإداري في الدولة خاصة في المحافظات، ابتداء من غالبية المحافظين ومساعديهم ومعاونيهم في المديريات المختلفة، المسئولة عن المواقف والخدمات وقضاء مصالح الناس، ليسوا علي قدر المسئولية التي هم فيها، وانهم يفتقدون إلي الكفاءة والمقدرة اللازمة في هذه المواقع،...، وهذا شيء محبط بلا شك. ليس هذا فقط، بل ان الغالبية العظمي من هؤلاءالمسئولين بالمحافظات والمدن والقري هم في سبات عميق اعتادوا عليه، ولا يفيقون منه ولا يتحركون إلا عندما يفاجئهم رئيس الوزراء أو أحدالوزراء بزيارة،...، وهنا نكتشف للأسف أن حالة الخدمات والمرافق في محافظاتهم متدهورة، وأن الناس في تلك المحافظات تعاني أشدالمعاناة،...، وهو ما يدفع إلي الاحباط ويقتل الأمل. ويكفي أن يقوم الوزراء كل في اختصاصه بزيارات ميدانية للمؤسسات والمرافق والهيئات التابعة لوزارته في كل المحافظات، كي ندرك مدي تدهور حالتها ومدي معاناة المواطنين من هذه الحالة،...، وكي ندرك في ذات الوقت ضرورة تغيير تلك الحالة حتي يبقي الأمل مشتعلا في نفوس المواطنين في امكانية تحقيق طموحاتهم في الغد الأفضل.