فوجئت مرة ونحن في أوائل شهر رمضان بصديقي القبطي الكاتب الساخر الكبير الراحل فؤاد فواز أو أبو سامح كما تعودنا أن نناديه يقول لي:
- صلي ع النبي يا اتش وركز معايا عايز اخد رايك في حاجة مهمة.
- اللهم صلي عليك يانبي..خير؟
- ايه رأيك بكرة أعزمك علي فطار الصحابة؟
- هي فكرة انك تعزمني دي فكرة رائعة في حد ذاتها لكن إيه فطار الصحابة ده..يكونش مطعم جديد ولا إيه ياعمو فؤاد؟
- لا ياجدع مطعم إيه..أنا قصدي يعني نفطر هنا سوا في الجرنان مع بعض.
- طب وايه دخل الصحابة في الموضوع؟
- باقولك هنفطر فطار الصحابة.
- طب وهو حد فينا يعرف الصحابة كانوا بيفطروا ايه في رمضان؟
- وهي دي عايزة مفهومية يا اتش إذا كان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كان معظم اكله تمر وشوية ميه.. يبقي أكيد فطار الصحابة بسيط جدا بلحتين تلاتة مع طبق فيه شوية زيت نغمس فيهم وانا هاصوم معاك اليوم ده بالكامل ايه رأيك؟
- يابو سامح نبقي صايمين من الصبح وتفطرنا زيت..لا ياعم يفتح الله.
- اسمع بس ياخي..تقدر تتخيل شكلك يبقي إيه لو خبط عليك واحد من الصحابة قبل الفطار وعزمت عليه ودخل وشاف الاكل والشرب اللي موجود عندك في البيت؟
- انت بتعذبني ليه بس ياعمو فؤاد ؟
- مش قصدي لكن قصدي يعني انك بتفطر كل يوم لحمة وفراخ وسمك وخيرات ربنا كتير فيها إيه لما يوم تضحي 
- ايوه يابوسامح الصحابة علي عيني وراسي لكن زيت؟
- خلاص ياسيدي نبحبحها شوية
- ايوه وحياة سامح ياشيخ بحبح بحبح
- نجيب مع الزيت شوية جبنة قريش ولو تحب كمان نجيب طماطم وخيار.
- طب ومفيش حلو؟
- وهي دي تفوتني، فيه طبعا البلح اللي هنفطر عليه هنحوش منه بلحتين تلاتة نحلي بيهم
- مفيش حتة كنافة كده ولا قطايفاية؟
- قدامك لسه الشهر طويل ابقي كل كنافة وقطايف زي مانت عايز
- طب علشان خاطري بلاش تصوم،انت صاحب مرض وكفاية مشاعرك النبيلة
- لا ياأتش أنا صايم يعني صايم!
- ارجوك يافؤاد..الدمعة هتفر من عيني
- هتعيط علشان هتفطر زيت وجبنة؟
- لا ياجدع..بس شهامتك ياخي 
- يا اتش انت اخويا وانت عارف،الزهد هو اللي خلا الصحابة دول رجال وانا عايزك تبقي زيهم
- إذا كان كده ماشي بس انا كمان ليا شرط..هو بكرة ايه؟
- بكرة 5 رمضان
- خلاص انت أنت تفطر معايا بكرة وانا اتغدي معاك بعد بكرة!
- بس يعني يا اتش
- مابسش ولا حاجة إنت مش أقل مني وطنية ياجدع
(انفجرنا في الضحك وصمم فؤاد علي افطار الصحابة وعندما عزمته علي أكلة كوارع بعد العيد أصر هو أن يدفع الحساب قائلا قولته الشهيرة كلما مددت يدي في جيبي: هوجحا أكبر ولا أبوه؟ هكذا كان صديقي القبطي الذي افتقده كثيرا وبالذات في شهر رمضان !)