لا يستطيع أحد أن ينكر أو يجادل بشأن حالة الدهشة والحيرة التي تملكت مئات الآلاف من المشاهدين وهم يتابعون برنامج  »القاهرة ٣٦٠»‬ مساء أول أمس الجمعة الذي يقدمه الإعلامي البارز والمحترم أسامة كمال علي شاشة »‬القاهرة والناس». كان ذلك وليد ما دار في اللقاء الذي أجراه مع الصحفي والإعلامي الدكتور عبدالرحيم علي صاحب برنامج »‬الصندوق الأسود» الشهير. لا  تعود هذه المشاعر إلي ما يتعلق بفكرة  هذه الاستضافة ولكنها - ولهم كل الحق - وإنما ما هو وراء الاقدام علي تفعيل هذه المبادرة في هذه القناة التليفزيونية بالذات. كما هو معروف فقد كان عبدالرحيم علي يقدم علي شاشتها برنامجه الذي احدث ضجة هائلة داخل مصر وخارجها. هذا البرنامج تعرض للايقاف بصورة دراماتيكية متضمنا اتهاما له بأنه انحرف به إلي الشخصنة. ازدادت دهشة وحيرة الملايين الذين تابعوا حوار أسامة كمال بكل الاهتمام انه اتاح الفرصة كاملة لعبدالرحيم علي للدفاع عن نفسه وعن القضايا التي تناولها في برنامجه وكانت سببا في أزمته. أهم ما أثار الانتباه هو تمسكه بموقفه من كل هذه القضايا التي كانت قد اتخذت مبررا لايقاف برنامجه. من ناحية أخري فقد لوحظ حالة الشعور بالثقة واليقين التي سيطرت علي عبدالرحيم علي وهو  يدافع عن نفسه فيما يتعلق بصحة كل الوثائق والتسجيلات التي عرضها في الصندوق الاسود حيث أكد انها اتسمت بالامانة والمصداقية. برهن علي انه لم يكن متجاوزا ولا مغرضا في كل ما ذكره. استشهد علي هذا الموقف بأن اتهاماته لجماعة الإرهاب الإخواني ولرئيسها مرسي جرت علنا وهم علي سدة الحكم في مصر وفقا لما هو مسجل امام القضاء. الحقيقة انني لا أجد ما اقوله تعليقا علي ما شاهدته وسمعته سوي ان أحيي أسامة كمال علي شجاعته وجرأته وان كنت لا أنفي أنني مازلت فريسة للدهشة والحيرة مثلي مثل كل المشاهدين. ان ما يجب ان يقال هو أن هذا البرنامج قد رد الاعتبار لصاحب »‬الصندوق الأسود».