منذ عدة أيام حضرت الصالون الثقافي الذي تقيمه الكاتبة الصحفية سلوي علوان.. وكان ضيفي الشرف الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق الذي تحدث بهدوئه المعتاد عن ضرورة ترسيخ مفهوم الوطنية وأن الدولة غير الوطن لأننا قد نختلف مع الشرطة ولكن لايمكن أن نختلف حول الوطن مؤكدا أن المجتمع المدني عليه دور كبير ومهم إلي جانب الحكومة في أي التقاء بالذوق العام والاهتمام بالثقافة والتوعية والالتفاف حول الوطن في أزماته وضرب مثلا عندما خاضت مصر معركة التحرير في السادس من أكتوبر..كان الشعب كله علي قلب رجل واحد وعدد بعض المواقف الوطنية التي عايشها وقتها للمقربين إليه والمعارف وغيرهم..ولقيت كلمة الدكتور عصام استحسان الحضور وصفقوا له..ولكن عندما قدمت سلوي علوان ضيفها الثاني وهو الجندي مصطفي ناجي الذي أصيب في الحادث الإرهابي أثناء وجوده مع زملائه في كرم القواديس بشمال سيناء وفقد ساقه اليمني وعندما ظهر مصطفي ناجي علي كرسي متحرك وقف الجميع لتحيته والتصفيق له لأكثر من ثلاث دقائق..
وتحدث الجندي البطل بصوت معبر وعلامات الرضا علي وجهه الصبوح قائلا: إن جيشكم العظيم قادر علي دحر الإرهاب ورجال القوات المسلحة أبطال لا يخشون شيئا والكل مستعد للتضحية بروحه فداء لمصر ومصممون أن يقضوا علي الإرهاب وأضاف إن إصابتي شرف لي ووسام علي صدري وهناك زملاء أفضل مني نالوا الشهادة..وفي نهاية كلمته قال ناجي ثقوا في قواتكم المسلحة وجيشكم العظيم فهم حماة الوطن.
ووسط التصفيق الحاد للجندي البطل وجدت نفسي أجري عليه كالفراشة برغم جسدي المترهل ووزني الثقيل وأنحني عليه لأقبل يده وإذا به يقف علي قدم واحدة ليقبل رأسي ويقول لي نحن فداء لمصر.