يوجد عندي ما هو أغلي من بلادي، كتب الله لي زيارة بلاد في الشرق والغرب، منها ما هو أكثر ثراء من مصر، ومنها ما هو أكثر تقدما، ومنها ما هو أكثر نظافة، ومنها ما هو أكثر احتراما لحقوق الإنسان، ومنها ما هو أكثر حرية، ومنها ما هو أكثر انضباطا  وصرامة في احترام وتفعيل وتنفيذ القوانين، ومنها ما هو أكثر حزما في تطبيق العدالة الاجتماعية وتقديم الكفاءة علي الثقة ايا كان الجنس أو العرق أو اللون أو الدين، ومنها ما لا يتحدث أحد فيها عن الدين من قريب أو بعيد علي اعتبار أن حرية العقيدة مقدسة.
 والعلاقة بين الرب والعبد ليس من حق احد التدخل فيها، ومع كل ذلك تبقي بلادي هي الأحب إلي قلبي، والأقرب إلي نفسي، الساكنة في داخلي أكثر مما انا ساكن فيها، فيوم ما سوف أغادرها إلي عالم  آخر وستبقي بلادي كما بقيت لآلاف السنين شامخة بتاريخها وآثارها وحضاراتها المتنوعة وانسانها الذي تكالبت عليه المصائب فتصدي لها وتجاوزها وحطمها علي صخرة صبره وعناده وتكاتفه وقت الشدائد.
لهذا لا اتصور ان يكون  من نبت هذه الارض أناس حرفتهم التجارة بالدين وسط شعب أول من آمن بالتوحيد، لا أتصور أن ينجح تجار الفكرالديني الملتبس علي غير صحيح الدين في تحويل شباب نال قسطاًوافراً أو غير وافر من التعليم إلي قنابل انتحارية، تسيل الدماء بسم الله، وتحول الأجساد إلي إشلاء بسم الله، وتدك البنيان والعمران بسم الله، وتجز الرؤوس وتغرق الابدان وتلقي بالاشخاص من علو شاهق وهي تكبر «الله أكبر»، والله براء من كل تلك الافعال التي لا تمت للدين والانسانية بصلة. 
أي إله هذا الذي احل لكم اغتيال النائب العام المستشار الجليل هشام بركات في عملية اقل ما توصف به الخسة والدناءة واللاإنسانية، أي إله هذا الذي احل لكم تفجير أكمنة جنود بسطاء في جيش بلادي الوطني، وهو ليس بجيش من المرتزقة انما جيش عماده أنا وانتم واخي واخوكم وابن عمي وابن عمكم، جيش له في كل بيت واحد من الاسرة، بأي قلب وأي عقل وأي  احساس وأي ضمير تمتد يد من نبت بلادي بهذا الفعل الخسيس، لا والله الذي تحلفون به باطلا، من يفعل ذلك ليس من نبت بلادي، ولا من نبت تلك الأرض الطيبة، من يفعل ذلك بتلك الدماء الباردة ليس من نبت هذا الوطن، نبت شيطاني شرير غريب عنا لن تتركه دماء ضحاياه الابرياء الاطهار، وستطارده عدالة الارض قبل عدالة السماء، وما اشد عذابه عندما يقف أمام الديان العادل، ليعلم وقتها أن اشرار الحياة تاجروا به وجعلوه وقودا في معركة خاسرة في الدنيا والآخرة، لم ينتصر الارهاب مهما اشتدت شوكته في معركة مع الدولة، ولن ينتصر مهما فعل طالما هناك رفض شعبي يستشعر انه ووطنه اصبح مستهدفا من اعداء الوطن الذين يدعون انهم من نبت هذا الوطن وهم غير ذلك لأن اعمالهم تفضحهم. 
فيا ايها الشباب المغرر به افيقوا وعودوا لصحيح دينكم، وانبذوا من يتاجر بكم لأن الوطن أبقي ولن يكون لكم وطن مهما ذهبتم وتم تمويلكم وتوظيفكم غير هذا الوطن !