ما نفذه الباعة الجائلون علي مدي سنوات ماضية وبعمد لا يقل خطورة عن محاولات تقسيم مصر والمنطقة.. وإلا ما معني الاستيلاء علي شوارع البلاد في وضح النهار وسرقة الأرصفة من تحت أرجل المارة وبناء شوادر لرص بضائعهم عليها حتي استحال علينا السير أو المرور فوق الأرصفة..؟! حتي نهر الطريق لم يسلم من استعمارهم وزرع بضائعهم مجهولة المصدر فوقه بلا ادني إحساس بحرمة البشر أو الطريق وتفننوا في التفلت من كل قانون وأي مسئولية مجتمعية..!  وباتت محاولات دخول محطات المترو والخروج منها محفوفة بالمخاطر فقد سدت بضائعهم منافذ الخروج والدخول منها.. ولم يبخلوا علينا بمعاركهم الوحشية وألفاظهم فاقدة كل حياء واستباحوا الحرمات بشتائم كنا قد اعتبرناها من التراث المندثر.. وبتنا وشوارعنا رهينة لعنفهم وتحت إمرتهم وسيطرتهم الغشوم.. ولا حول ولا قوة للمواطن الذي ننصحه بالسير علي الرصيف اتقاء شر نهر الطريق الذي انتقل له الشر..وهل كان يجرؤ احد علي السير مع عائلته وسط المدينة وفوق الرصيف أو حتي تحته..؟! فقد أسسوا لهم مدينة عشوائية وأطفئوا نور المدينة وبنوا واقعا مريرا فوق كل قانون!  بالتأكيد استغل الباعة حالة الرخاوة التي عاشت فيها البلاد السنوات الماضية وتمددوا بمساعدة ضعاف النفوس في الأحياء ورؤسائها وساعدتهم حالة البطالة التي عمت البلاد.. وما أحلي تجارة كلها ربح صاف بلا إيجارات ولا خدمات تدفع ولا ضرائب للدولة التي تشكو الفائقة ومطلوب منها توفير تعليم جيد وصحة ممتازة وطرق ممهدة..وهل يصلح كل هذا إلا بدفع الضرائب المستحقة!  خطورة وجود الباعة الجائلين وسط المدينة لا تقتصر علي تمزيق النسق الحضاري للمدينة..الخطورة الحقيقية في نقل ثقافة العشوائيات وهدم هيبة الدولة والتهرب من الضرائب وإعطاء القانون إجازة إجبارية.. أظن أن  أي بائع اذا تجول الآن في وسط المدينة سوف يلحظ كيف عادت المدينة إلي شكلها الانساني والحضاري وسوف يدرك جرم ما فعله وزملاؤه الباعة الجائلون بنا وبالمدينة..!