رغم كل محاولات التعمية والتضليل التي احاطت ولا تزال، بالملابسات الخاصة بنشأة وظهور التنظيم الإرهابي للدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق »داعش»‬،..، إلا أن اشعة الحقيقة بدأت في التسرب، حاملة في طياتها إشارات واضحة عن الجهات المسئولة عن قيامه، والدول الراعية له والداعمة لوجوده في المنطقة، والأسباب وراء ذلك الوجود. وبرغم الضجة العالية والمتصاعدة من الجانب الأمريكي بصفة خاصة والأوروبي بصفة عامة، حول الاجتياح الصادم والتمدد الكبير للميليشيات الارهابية »‬لداعش» للأراضي العراقية واستيلائها علي ثلث مساحة العراق، بعد ان فرضت سيطرتها الكاملة علي ثلث الأراضي السورية،...، إلا ان هناك شكوكا متزايدة في وجود علاقة متينة، تربط ما بين هذه الجهات وذلك التنظيم. وتزداد هذه الشكوك في ظل الموقف الأمريكي الرخو تجاه الاجتياح الداعشي للعراق في البداية، متجاهلة الدلالات الخطرة لذلك، ووصول الميليشيات الارهابية الي ابواب بغداد وتهديدها باجتياحها هي أيضاً، ومتجاهلة ايضاً المسئولية المادية والأدبية الملقاة علي عاتق الولايات المتحدة تجاه العراق، نتيجة غزوها واحتلالها له ووجودها فيه طوال السنوات الماضية، وما فعلته من تفكيك وهدم لأعمدة الدولة العراقية ومؤسساتها العسكرية والمدنية وهو ما ترك العراق عاريا دون حماية ودون غطاء دفاعي.  وتتعاظم  هذه الشكوك بعد ذلك بقوة واضطراد، فعندما ينتبه العالم ونحن معه، ان الولايات المتحدة لم تتحرك ضد داعش، إلا بعد شروع التنظيم الإرهابي في التوجه  للسيطرة علي حقول البترول فيكركوك والمناطق الكردية، وتهديده المباشر للمصالح الأمريكية والغربية البترولية،....، وهنا فقط بدأت الضربات الجوية ضد داعش لوقفه عن التمدد في هذا الاتجاه، وليس للقضاء عليه وإخراجه من العراق. ولكن لا يجب ان يتوقف انتباهنا عند ذلك فقط، بل يجب ان يمتد ليشمل الأنباء والأخبار المتسربة من مصادر عديدة أمريكية وغربية تشير وتكشف عن وجود معسكرات لتدريب ميليشيات »‬داعش» في تركيا، تحت رعاية أمريكية، وأنها مستمرة وقائمة حتي الآن،..، أليس هذا مستوجبا للاندهاش؟! »‬وللحديث بقية»