هذه المحطة مع الأسف الشديد استخدمت أقدس ما لدي المسلمين وهو القرآن الكريم في تقديم إعلانات ما أنزل الله بها من سلطان
بفضل الولد الشقي طيب الله ثراه عشقت أصوات المقرئين محمد رفعت وعبدالباسط عبدالصمد ومصطفي إسماعيل، فقد اقترب السعدني من كبار المقرئين وكتب فيهم كتابا بديعا اسمه «ألحان السماء» ولا أخفي علي حضراتكم أننا قصرنا جميعا في حق الطريقة المصرية في قراءة القرآن الكريم فهناك ولله الحمد قطاع متخصص في التليفزيون المصري سنجد به العائلة والدراما والأخبار والرياضة والسينما ولكنك لن تجد النيل للقرآن أو النيل للغناء وهنا يبقي أن نتوقف ونسأل لماذا هذه الفنون التي تفردت بها مصر علي مدي عقود طويلة وأنجبت خلالها العبقريات المصرية في دولة التلاوة لدرجة جعلت مصر هي المنبع الأكثر عطاء والمركز الأعظم في عالمنا العربي والإسلامي.. من خلال أصوات عظيمة من أمثال عبدالعظيم زاهر والبنا والشعشاعي وسليمان السعدني ومحمد فريد السنديوني وغيرهم أصبحنا الكعبة التي يتجه إليها السميعة في عالمنا الإسلامي طلبا لغذاء الروح ومتعة النفس وأتمني ألا يخرج علينا أحد المدعين أو المهروشين في نافوخهم فيدعي أن القراءة الصحيحة هي ما نستمع إليه من إحدي الدول العربية الشقيقة.. وأقول لمثل هؤلاء إن الرسول الأعظم سيدنا ومولانا وشفيعنا محمد «صلي الله عليه وسلم» عندما حلم أحد العبادلة بأنه يؤذن في الناس للصلاة قال صلي الله عليه وسلم: إن الأمر ليس حلما ولكنه رؤيا وطلب صاحب الحلم أن يتحول إلي حقيقة يقوم هو نفسه بالأذن ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم حسم الأمر قائلا: دع بلالا يؤذن فإنه «أندي» منك صوتا.. ألف رحمة وصلاة ونور عليك يا سيدي يا رسول الله انتصرت للدين وللغة معا ووضعت الحدود بينة فهناك من يحلم وهناك من هو أجدر علي تحويل الحلم إلي حقيقة بفضل موهبة منحها الله إليه فهذا الصوت الندي الجاذب للبشر المحب للأسماع هو أفضل وسيلة وأسرع وسيلة وأجمل وسيلة لتوصيل الأذان إلي أسماع المسلمين وعليه فإنني أتمني من سعادة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب أن يمر ليس علي شاكلة مروره «المفاجيء» علي المستشفيات وأقسام الشرطة.. لأ.. أنا أطالبه بأن ينضم إلي الحزب الكنباوي لمدة يوم واحد فقط لاغير ويقلب في الريموت كنترول ويستمع ويشاهد محطات القرآن الكريم، وأود لو أن سعادة الرئيس «محلب» يشاهد قناة اسمها كنوز وهي مع الأسف القناة التي تذيع القرآن بالصوت فقط أما الصورة فإنها تحتوي علي فضائح لاتقل عن نصيحة الست رضا الفولي بتاعة الفيديو كليب «الأبيح» فهذه المحطة مع الأسف الشديد استخدمت أقدس ما لدي المسلمين وهو القرآن الكريم في تقديم إعلانات ما أنزل الله بها من سلطان.. فهم لديهم علاج للبرص والبهاق والعقم وقصر القامة والتخسيس والسرطان وأمراض الكبد والكلي والقلب والطحال والرئتين والدوالي، وحتي قصار القامة عندهم العلاج الناجع لهم وهو نفسه علاج عبدالمنعم مدبولي ـ رحمه الله ـ أنا مش قصير وقزعة.. أنا طويل وأهبل.. ولكن تبقي الطامة الكبري وهي الخاصة بعضو في الجسم البشري يصر إخواننا في المحطة علي أنهم لديهم القدرة علي التطويل والتعريض ومنح القوة والصلابة والأداء الجامد والمظهر القوي، وبالطبع هذا الكلام لا يتفق مع إذاعة آيات القرآن الكريم.
وعليناأن نقف وقفة جادة مع هؤلاء «المعرضين» ويا عمنا محلب.. اسمعت لو ناديت حيا وأنا أعلم أنك حي وقاريء وسميع جيد لآراء الناس أو لألحان السماء بحق هذا الشهر الفضيل أوقف هذه المهزلة الكبري يا عمنا ولك الأجر والثواب!