ادعوكم جميعا للغضب مثلي من صناع الدراما الرمضانية لهذا العام..ليس فقط بسبب المستوي الهابط والخادش والسافر لمعظم المشاهد والحوارات..بل ايضا بسبب ما شاهدناه وأعلنه تقرير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان من خطورة مشاهد التدخين والادمان في مسلسلات رمضان هذا العام.. فطبقا للتقرير فقد وصل عدد هذه المشاهد خلال النصف الاول من رمضان الي 990 مشهدا بنسبة 14% من اجمالي المشاهد. وضرب التقرير مثلا بمشاهد التدخين والتعاطي في مسلسل «حواري بوخاريست»والتي بلغت اكثر من اربع ساعات بما يقرب من 50% من مشاهد المسلسل كله. والاخطر انها مشاهد غير مبررة وذات طابع ترويجي للتدخين والادمان.. بل وتعليمي ايضا لأدق فنون التعاطي!!

والحقيقة ان هذا التناول الدرامي غير المسئول تفشي هذا العام كالوباء في معظم مسلسلات رمضان التي يلتف حولها شبابنا واطفالنا والحقيقة ايضا ان كثيرا من الفنانين الكبار لا يدركون للأسف مدي تأثيرهم علي الشباب..ولا يدركون ان نسبة كبيرة من اعمالهم الفنية تدعم وتروج لسلوكيات خطيرة علي رأسها التدخين والادمان..خاصة ان التوجه الجديد في معظم الاعمال الدرامية الشهيرة اصبح يتعرض للبطل المدمن كرجل خفيف الظل ولديه علاقات نسائية متعددة..دون ان يقدم الجانب الآخر السيئ..او يقدمه في الحلقة الأخيرة فقط بعد ان ظل المشاهدون تحت تأثير الجانب السيئ ٢٩ حلقة.. وبالفعل فقد اكدت تقارير صندوق مكافحة الادمان ان هذه المعالجة الدرامية غير الواعية جعلت الشباب يربطون ربطا ايجابيا بين المخدرات والقدرة الجنسية وخفة الظل مما ساهم في الترويج للظاهرة.

وقبل ان يرد علينا أنصاف الفنانين ويصدعوا رؤوسنا بالكلام الكبير مثل حرية الفن والابداع ومحاكاة الواقع.. فإن الصندوق اكد وعيه بهذه الحرية من خلال تقريره عن مسلسل «تحت السيطرة» واشادته به وبمنهج الواقعية في تناوله.. وتأكيده ان مشاهد التعاطي التي يحتويها المسلسل لها ما يبررها.

والغريب ان هذا التحدي السافر غير المسئول للاعمال الدرامية جاء بعد شهرين من توقيع ميثاق بين صندوق مكافحة الادمان وبين نقابة المهن التمثيلية..التزم فيه صناع الدراما بالتناول الدرامي الرشيد لمشكلتي التدخين والادمان. ولكننا فوجئنا في النهاية ان مسلسلات رمضان التي تشهد اعلي نسب مشاهدة من الاسر المصرية جاءت لتصدمنا وتضرب بميثاق الشرف عرض الحائط..ولا عزاء للشرف وميثاقه !!