أجل كنا ننتظرهم، أسودنا الذين تمسكوا بكل أصول الإيمان والتقوي، وهم علي هدي وبينة من ربهم، لا يعرفون تجارة بالدين إلا مع الله

لم يكن ليغيب عن أفهامنا ان يوم الثلاثين من يونيو ينتظر مؤامرة الأعداء كما ظلوا يتوعدون، هم يريدون مصر فوضي، بلا جيش يحميها كما يفعل الآن ببلاد أوتاد في المنطقة، هل من رشيد في هذا العالم يمكن أن يشرح لي كيف الأوطان بلا جيوش، هل عقول الغرب كفت عن الهذيان حتي تفسر كيف الفوضي الخلاقة التي صدعونا بها تضمن عالما بغير دماء، ولمن سيبيعون الموت والسلاح إذا عاشت هذه الشعوب في سلام، إننا اليوم أمام جلاميد صخر تبغي الفساد في الأرض، والتخلص من الدين نفسه، قضاء الجاحد المجحف الظلوم، من يأتيني بنبأ الجبابرة الذين أشعلوا الحروب في العالم لحساب أطماعهم ونزواتهم وشرهم، هل فني الناس من الأرض وتوقفت حركة الحياة، هل تركهم الله بلا عقاب في الدنيا، أم هم الآن تحت التراب نغبر نعالنا من دهسهم، وهم في مزابل التاريخ؟
أجل كنا ننتظرهم، أسودنا الذين تمسكوا بكل أصول الإيمان والتقوي، وهم علي هدي وبينة من ربهم، لا يعرفون تجارة بالدين إلا مع الله، هؤلاء هم الذين تصدوا للمؤامرة الكبري التي كانت ترسم خريطة أخري لمصر لتكون من يوليو ولاية إسرائيلية في سيناء تحت اسم إسلام مزيف، وكم من المجرمين يركبون الإسلام إلي أحط وأخس الأغراض والنوايا، أيها المصريون، بلادكم كانت تباع في المزاد منذ أيام وهذه الأرواح التي أزهقت، من أجلها كانت تفيض راضية مرضية واليوم أنتم، هذا يومكم الذي فيه تولدون، لكأن الدماء الطاهرة التي سالت في سيناء تؤكد أننا علي الحق المبين، ان مصر هي آخر معقل يحاولون أن ينالوا منه ويسقطوه، حصن الإسلام المتين، وأسدكم يدافعون، وينتصرون، ولعل الغفاة الغافلين، يستيقظون الآن ليقرأوا وليكتشفوا بأنفسهم كيف كان حجم المؤامرة، وكيف نجانا الله علي أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وكيف أن هؤلاء العجزة لا يعرفون إسلاما ولا إيمانا، وأنهم خانوا الله ورسوله، وعملوا لحساب أعداء الإسلام.
اللصوص
لايزال القراء يحادثونني فيما كتبت منذ أيام عن اللصوص الذين يعيشون بيننا، ومنهم من يود لو التقي أكبر مسئول في البلد ليضع بين يديه وثائق تدين عشرات من لصوص المال العام، في مؤسسات لا ينبغي أبدا أن تحدث فيها السرقات جهاراً نهاراً ولا يجدون من يقول لهم: «عيب.. عيب عليكم والله»، والبلد في أمس الحاجة لكل مليم، وأيضا عاتب البعض في الإعلان الذي انتشر علي الشاشات يدعو المتبرعين والمزكين إلي جهات بعينها، ومن المعروف أن منها الكثير لا يحسن صرف الزكاة ولا الصدقات، وآخرون احتدوا علي شخص معين، قالوا يصلح أولا ما فسد من مؤسسته ثم يطالبنا، شيء محير ومؤلم والله، لكن فرج الله قريب.