غضب وبيانات وشعارات ومؤتمر صحفي و(خوف الطغاة من الأغنيات) والسبب عدم صدور التصريح الأمني لمهرجان "الفن ميدان" لممارسة نشاطه بميدان عابدين هذا الشهر، دواعي الأمن، اقتصرت علي تهديدات الألتراس (الذين تم إعلانهم جماعة إرهابية)! وتهديدات الباعة الجائلين، بعد حملة إزاحتهم من وسط البلد.. يعني لا اعتراض علي الأغاني ولا الأنشطة الفنية، لكنها الدواعي الأمنية الكاشفة عن أزمة حريات. هذه ليست المرة الأولي لإلغاء الأمن فاعلية "الفن ميدان" سبق أن ألغيت الشهر الماضي، وربما شهر آخر في العام الماضي، ثمة تضييقات دائمة، لكن أيضا ثمه انجاز فعلي متحقق، ربما "الفن ميدان" هو التظاهرة الفنية الوحيدة، التي استطاعت كسر الأسوار، والنزول مباشرة الي الشارع، وتقديم أنشطتها الفنية (عروض مسرحية وغنائية ورسومات ومعارض) في كل ميادين مصر، وعلي امتداد 3 سنوات. "الفن ميدان " أحد أشكال ثورة 25 يناير، إحدي وسائلها في التعبير عن نفسها، وأحد تناقضاتها أيضا، فن ثوري هو تعبير عن اللحظة، عن الحلم بالتغيير، والحرية، والاستقلال، وهو نفسه الساعي للحصول علي الدعم لأنشطته من وزارة الثقافة، والباحث عن أشكال تمويل مختلفة، وهي ذاتها مشكلة النشطاء المصريين، وفناني الميادين الحائرين بين (الاستقلال والدعم) ربما أيضا هي مشكلة العمل المستقل في مصر، حين يجد نفسه عاريا تماما، غير قادر علي ممارسة أي نشاط بمفرده..نفس ما حدث للفرق المسرحية المستقلة قبل عشرين عاما، حين بادرت في بيانها العاصف الأول(1990) بتقديم نفسها كمسرح (بديل) و(مستقل)عن مسارح الدولة، ولم تمض أشهر قليلة، حتي كان شعارالفرق المستقلة (الاستقلال + الدعم) وبسرعة أكبر تحركت الفرق المستقلة نحو (الدعم الكامل) بنفس درجة تحرك وزارة الثقافة نحو الهيمنة. مشكلة العمل المستقل: (التمويل والحرية) غيابهما يعني، أن تجلس علي قارعة الطريق تغني (ظلموه)