وضع نظام مبارك جل اهتمامه وتركيزه علي القاهرة، باعتبارها مركز الثقل السكاني ومصدر التهديد الاخطر لاي نظام سياسي. ورغم ذلك اكتظت القاهرة بالعشوائيات وسط تغاضي الطرف من قبل الحكومات، حتي تحولت العشوائيات الي قنابل موقوتة، ما لبثت ان انفجرت في زلزال 25 يناير وتوابعه خاصة ليلة 28 يناير التي ستظل ماثلة في اذهان كل من عايشها الي الابد، فالرعب والبلطجة وعصابات الموتوسيكلات التي تسرق وتنهب وتقتل، اشاعت الفزع في كل ارجاء البلاد خاصة العاصمة التي نزل رجالها شبابا وشيوخا يحملون العصي والسكاكين لحراسة عماراتهم وحمايتها من شظايا انفجار بعض قنابل العشوائيات. وقد ادركت الحكومة الحالية برئاسة المهندس محلب خطورة السكوت علي قضية العشوائيات اجتماعيا وانسانيا وسياسيا فبادرت بوضع الخطط لعلاج المشكلة، ونست أو تناست ان اصل المشكلة يعود الي الاهمال الشديد الذي عاني منه الريف المصري علي مدي العقود الاربعة الماضية، مما دفع الكثيرين الي الهروب الي القاهرة أملا في حياة أفضل. للأسف مازالت قري مصر تعاني نفس الاهمال، فالطرق التي تم رصفها في عهد عبد الناصر والسادات، تحولت  الي حفر ومطبات عشوائية، تجعل استخدامها ضربا من المعاناة. اما الصرف الصحي  فقد اختلطت مياه البيارات الخاصة بالمياه الجوفية التي ارتفع منسوبها في معظم محافظات الدلتا. ولم يعد غريبا اختلاط مياه الشرب بالمجاري، ناهيك عن تهديد اساسات البنايات الحديثة بالمياه الجوفية. واذا تحدثنا عن خدمات الكهرباء والصحة والتعليم والتموين... إلخ.  فأقل مايقال انها تكاد تكون منعدمة. فالكهرباء تقطع بالساعات. اما الصحة فلاأثر لها !!