لم يتجاوز رجل الأعمال السعودي صالح كامل دلة الحقيقة عندما قال إن مصر التي صنعت ثورتين، في أمس الحاجة الي ثورة قانونية، لتبسيط القوانين التي تمس العمل الاستثماري، والتي صدرت من أيام خوفو، لأن هذا التعقيد القانوني هو الباب الذهبي لعبدة الروتين، وللمفسدين الذين يستطيعون إيقاف »المراكب السايرة» بالقانون، أو يسيرونها أيضا بالقانون وكله حسب » تفتيح الجيب ». ليس هذا فحسب بل اننا ونحن نحاول التغلب علي معوقات الاستثمار صنعنا أكذوبة الشباك الواحد، وبالفعل يحصل المستثمر علي التصريح في ثلاثة أيام، ولكننا تركناه يواجه مصيره ليحصل علي التراخيص من الجهات المختلفة في 18 شهراً! هل يعقل أننا ونحن في أمس الحاجة الي ضخ استثمارت جديدة نبيع الأرض للمستثمر الصناعي بأغلي من مثيلاتها، ليس في الصين، ولا حتي في تركيا، بل أغلي من مثيلاتها في الولايات المتحدة الأمريكية. المؤكد أن لدينا معوقات كثيرة تحول دون إيجاد استثمارات داخلية وخارجية تليق بهذا البلد، هذه المعوقات أدت الي أن مصر احتلت مركزا متدنيا في ترتيب المنافسة علي مستوي العالم. كل هذه الأمور حقائق مرة علي الأرض، وبقي أن تكون لدينا الرغبة والقدرة علي إيجاد الحلول والبدء في التنفيذ ،ومؤتمر » أخبار اليوم » الاقتصادي الذي يختتم فعالياته اليوم تحت عنوان » مصر.. طريق المستقبل” يهدف الي إيجاد هذا الطريق. من أجمل ما سمعت من العالم المصري د. أحمد زويل خلال افتتاح المؤتمر اننا تحدثنا كثيرا عن الحقوق، ولكننا أبدا لم نتحدث عن الواجبات المطلوبة منا، وقال ان مصر تمتلك طاقة بشرية مبهرة قادرة ومبشرة، بشرط حسن توجيهها وتدريبها وتعليمها، لأن السر يكمن في تطوير التعليم.
