حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل شهور رغم أعبائه الجسام في إعادة بناء مصر الجديدة من الألف إلي الياء علي أن يجتمع برموز الفن والثقافة والرياضة وسائر المسئولين عن جميع القطاعات الجماهيرية، خاصة ما يتصل منها بالقوي الناعمة التي كانت سلاحا مهما من أسلحة مصر في نقل وتصدير القيم والمبادئ والفنون الرفيعة إلي سائر بلاد المنطقة التي كنا يشار إلينا فيها كدولة رائدة..
وطالب الرئيس بوضوح وصراحة في إحدي ندوات القوات المسلحة التي دعت فيها أحمد السقا ويسرا وبقلب مفتوح طالب أن يرتفع الجميع إلي مستوي المسئولية وأن يقدموا صورة رائعة عن مصر التي يعاد بناؤها لتسترد مكانتها الطبيعية والتاريخية.. صورة تتفق مع الجهد الكبير المبذول حاليا ولعدة سنوات قادمة نعيد فيها ترتيب البيت من الداخل والخارج أيضا..
ويبدو أن بعض المسئولين عن هذه القطاعات كانوا في واد آخر غير الوادي الذي يحدثهم منه الرئيس بكل أمانه ووطنية جارفة.. وأقصد في هذا المجال تحديدا وباعتبار أن شهر رمضان الكريم يوشك علي الرحيل نجد أن رموز الفن في مصر لم يحققوا ما طلبه الرئيس من تقديم أعمال هادفة.. ركز الرئيس علي ترسيخ القيم والمبادئ النبيلة.. وتقديم الجوانب المضيئة في المجتمع.. لكننا رأينا وشاهدنا وسمعنا ما لا يمت لهذه الرسالة بصلة ما.. الأرقام تقول إنهم أنفقوا مليارا و300 مليون جنيه علي الدراما والمنوعات بينما مردود هذا الرقم يحقق خسائر مادية ومعنوية دون أن يحقق أية مكاسب.. دعونا نتساءل مع بعضنا البعض هل خرجت معظم المسلسلات عن ثالوث الشر المتمثل في الإدمان والدعارة والبلطجة ؟!.. لا وألف لا الكل كان يتسابق علي تقديم هذا المثلث الشيطاني وكأن مصر أصبحت مسرحا يرتع فيه الشيطان وليست دولة تنهض من كبوة كادت تدمرها.. وكأننا دولة ليست في حالة حرب ضد الإرهاب الأسود.. نسوا أن مصر لاتزال يعبث فيها أصحاب قيم ومبادئ ووطنية وأنكار للذات.. سلطوا الأضواء علي سلبيات توجد في معظم المجتمعات وكأنهم أرادوا أن يعلموا الشباب كيف يصبحون أبطالا في الشر دعاة الإبداع كانوا يبحثون علي مكاسب رخيصة وإثارة صفراء حتي سمعنا ألفاظا تخدش الحياء العام وحوارات مسفة ومشاهد لا تتفق ومكانة شهر القرآن.. دعونا نتساءل هل قدموا لنا مسلسلا دينيا واحدا أو مسلسلا يدعو إلي مكارم الأخلاق.. لا وألف لا رحمة الله علي مسلسلات زمان (محمد رسول الله - وعمر بن عبد العزيز - والشيخ الشعراوي وغيرها ) الأمثلة كثيرة.. والكلام يطول.. والمساحة محدودة وتحضرني ذكريات الإبداع الحقيقي من ليالي الحلمية - والشهد والدموع - ورأفت الهجان -وأرابيسك - ودموع في عيون وقحة وغيرها من المسلسلات التي تركت بصمة في أذهان المشاهدين.. وحتي لا ننسي روائع الإذاعة والتي قام بها نجوم الفن كسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والمرحوم عمر الشريف ومحمود ياسين وغيرهم من كبار الفنانين.. والعديد من مسلسلات رمضان المحفورة في الذاكرة..
وسؤالي الأخير هل ضاع الإبداع الفني بفعل فاعل.. ولاعزاء للمشاهدين ؟!.. هل يستيقظ ضمير دعاة الإبداع ؟! ويتذكرون نداء الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة إنتاج مسلسلات هادفة خاصة وأن جميع أفراد الأسرة يشاهدون ما يفرض عليهم فوق الشاشة الصغيرة، وإذا كان الرد هو تغيير القناة بالريموت فمن قناة إلي قناة يقلبي لا تحزن!!!
ساعات ويلجأ المسلمون إلي خالق هذا الكون الواحد الأحد في ليلة القرآن بالدعاء راجين الله أن يشملهم بكرم الإجابة في ليلة هي خير من ألف ليلة.. وهذا هو دعائي في ليلة القدر : ما أخاب من قال يا الله.. اللهم إني أعوذ بك من قهر يؤلمني ومن فكر يقلقني اللهم يا مالك الكون اكفني شر ما يكون قبل أن يكون.. ربي إن قدرتك تفوق قدرة الأطباء فانزل علي كل مريض شفاء من السماء.. اللهم اشف من أتعبه مرضه وتأخر شفاؤه وكتر داؤه وقل دواؤه وأنت سبحانك عونه وشفاؤه يا من غمر العباد بفضله وعطائه.. يارب اجبر بخاطري يا رب هناك دعوة تختنق في صدري وأطلبها منك بكل ذل وانكسار يا الله اثلج قلبي بتحقيقها رجوتك يا رحيم.. رب ابطل شر عين أصابت جسدا فأمرضته وأصابت جمالا فشوهته وأصابت شعرا فأسقطته وأصابت قلبا فاحزنته.. اللهم ما أنا به ابتلاء فإني احتسب أجر صبري عندك وإن كان بسبب ذنوبي فإني استغفرك وأتوب إليك..