من المحزن أنك عندما تتحدث عن الهجمة الشرسة التي تعرضت لها آثار مصر وتراثها بعد ثورة ٢٥ يناير، لا تجد آذاناً صاغية، إما جهلاً بقيمة هذا التراث الذي تعرض للتدمير، وإما أيضاً جهلاً، ولكن لاعتقاد البعض -عن فهم خاطئ للدين - بأن الآثار أوثان، وتدميرها نعمة من عند الله. تعرضت الآثار لكل أشكال التدمير، و السرقة، والتنقيب غير الشرعي، في طول البلاد وعرضها، وخرجت عصابات منظمة استغلت ضعف النفوس لدي البعض، لتتاجر في آثار مصر، وتهربها إلي الخارج. حدث هذا، ومازال يحدث في وقت أصبح فيه وزير الآثار، أي وزير، في حيرة من أمره، هل يدبر مرتبات موظفيه الذين يلتهمون الحصة الأكبر من مخصصات الوزارة، أم يحافظ علي الآثار؟. تعرضت المساجد الأثرية لنهب منظم، وللأسف من خلال متخصصين يعرفون ماذا يسرقون، وإلي أين، وكيف يتم التهريب. شارع المعز مثال للهجمة الشرسة التي تعرضت لها الآثار الإسلامية، وتحول الشارع الذي كان أيقونة القاهرة التاريخية، إلي تدمير، واعتداء علي الأبواب التي تنظم الدخول والخروج لهذا الشارع الذي يضم ٣٢ أثراً تكفي لكي تطعمنا الشهد من السياحة.. ولكن البعض، بسبب مصالح ضيقة يسعي لتدمير شارع هو الأقدم في العالم. محلب كان أمس الأول يفتتح إعادة تأهيل الشارع، هذه هي ثالث، وربما رابع مرة يُفتتح فيها الشارع، المحك الحقيقي هو أن يدرك الناس أهمية المحافظة عليه، لأن مستقبلهم وحاضرهم مرتبط بالحفاظ علي هذا التاريخ.