عندما ألمح الرئيس السيسي إلي أن الرئيس جمال عبد الناصر كان معه الإعلام إنما كان يضمر أن الإعلام الستيني كان أكثر فاعلية رغم إمكانياته البسيطة وقتها، فلم يكن هناك غير الصحف وعددها لا يزيد علي ثلاث أو أربع صحف بينما الإعلام الحالي لا تسعفه إمكانياته الضخمة التعبير عن حجم وأهمية المرحلة وما حدث وسيحدث بعد ثورة 30 يونيو. ارتبط كل زعيم في العالم إما بمفكر أو بكاتب أو صحفي يعبر عما بداخله من فكر وسياسات، فنجد الطرفين ارتبطا ولو لم يلتقيا زمنيا وبالتالي عوض المفكر أو الصحفي الزعيم عن انشغاله وعدم قدرته علي التعبير عن نفسه بشكل فاعل وهكذا ينجح الاثنان. وملاحظة الرئيس السيسي تؤكد أن الرجل يتابع جيدا ما تبثه وسائل الإعلام وتنشره الصحافة وأنه قلق من عدم قدرة القائمين عليها علي تجسيد ملامح المرحلة والتعريف بالأبعاد الكاملة لثورة يونيو في ظل الهجوم الشرس عليها من البعض في الداخل ومن آخرين في الخارج. وربما يكون حديثه عن تمسكه بالصحف القومية جزءا من هذا القلق وتخوفه من أن يؤدي انهيارها إلي كارثة إعلامية لا يمكن السيطرة عليها. لقد آمن رجال إعلام وصحافة عبد الناصر بجمال عبد الناصر ومشروعه القومي والوطني والعروبي والتنموي، كما آمن رجال إعلام السادات بمشروعه الانفتاحي وعبروا جميعا عن أفكار الرئيس وسواء كنا نتفق أو نختلف مع هؤلاء وأولئك فإننا نؤمن بأن لكل إنسان أن يعتقد فيما يري وبالتالي فإن خلافنا لا ينفي قدرة أولئك الناس علي تجسيد ملامح المرحلة سواء كانت أثناء المشروع القومي أو خلال مرحلة الانفتاح. والسؤال: هل يؤمن الصحفيون والإعلاميون الحاليون بالسيسي ومشروعه وبثورة 30 يونيو للدرجة التي تجعلهم يضعون أنفسهم في سلة واحدة معه، أم أنهم يخشون أن تحدث في الأمور أمور ويحاسبوا كما حوسب رجال إعلام مبارك ورجال إعلام الإخوان ؟ !. الإجابة كالتالي: إما أن رجال إعلام وصحافة السيسي لا يؤمنون بمشروعه ولا يجازفون معه، أو أنهم عاجزون عن تجسيد مرحلته مهنيا والتعبير عن الثورة التي قادها بما يليق بها.