بورسعيد مدينة الهدوء والجمال تعبير أصبح من الزمن الماضي بعد أن تحولت لمدينة الضوضاء والزحام المثير للأعصاب لأسباب عديدة علي رأسها الزيادة الكبيرة فوق طاقة شوارع المدينة من السيارات التي انهمرت مع بدء المنطقة الحرة علي المحافظة لتحول شوارع كثيرة منها وخاصة الرئيسية إلي علب سردين والأسوأ من ذلك هو الكارثة التي أبتليت بها المحافظة مؤخرا بانتشار ظاهرة الدراجات البخارية بين الشباب ومعظمها من النوع العملاق الذي يحدث صوتا أشبه بالزلزال ولا يراعي الشباب المستهتر حقوق المواطنين ولا الذوق ولا الآداب بقيادة هذه الدراجات البخارية علي مدار الساعة ليلا أو نهارا لتوقظ النائمين في ساعات الليل المتأخرة وتفشت هذه الظواهر دون مواجهة حاسمة من المسئولين فكانت الكارثة التي وقعت منذ شهر تقريبا من شاب صغير مستهتر قاد سيارته بسرعة جنونية ليطيح بطفلين لا حول لهما ولا قوة في شارع الكورنيش ليتوفي أحدهما علي الفور ويتم بتر ذراع الآخر وتعالت الأصوات بأن الحل الوحيد لوقف استهتار وجنون هؤلاء الشباب هو إقامة مطبات صناعية متقاربة في شارع الكورنيش والشوارع الرئيسية لمنع قيادة هذه المركبات بالسرعات الجنونية ومنذ الحادث الأليم وحتي الآن لم تقم هذه المطبات وكان الرد المفجع والكارثة من المسئولين في بورسعيد أنه لا توجد وفورات مالية لإقامة هذه المطبات وعلينا أن ننتظر حتي بدء تفعيل الميزانية الجديدة للدولة مع نهاية شهر يوليو وبدء العام المالي الجديد ويا لهذا الرد المفجع وكأن أرواح الناس أصبحت رخيصة ويجب ألا يصرف الغالي والرخيص للحفاظ علي أرواح هولاء المساكين ثم ألا يوجد بند للميزانية في المحافظة أو مديرية الطرق اسمه بند الطوارئ ومواجهة الحالات المفاجئة الكارثية وهل هناك كارثة أكبر من أن تزهق أرواح الناس من الشباب المستهتر بلا أي ذنب اقترفوه.