كثيرا ما نسمع عن حكايات ﻻ إنسانية عن أبناء غير بارين بآبائهم، ولكن كثر في اﻵونة اﻷخيرة نوع آخر من العقوق قد يكون خارجا عن الطبيعة البشرية، ولكنه يحدث دون رادع من قبل مؤسسة دينية كبري متمثلة في اﻷزهر الشريف وكذلك القانون. مؤخرا سمعت عبر اﻷثير للبرنامج الرائع «بسمة أمل» للدكتور عمرو خالد الذي يقدمه علي إذاعة نغم إف إم، حيث حكي قصة حسين الشاب السوداني الجنسية من اﻷب وأمه مصرية تزوجت والده، ولكنه طلقها وتركهما يواجهان الحياة لوحدهما وهو في عمر الزهور والبراءة ثلاث سنوات فقط! واستطرد عمرو في كلامه عن حسين الذي تعرف عليه شخصيا وعرف حكايته بأنه بالرغم من يتمه المقنع، ووالده علي قيد الحياة إﻻ أنه حاول التواصل معه حتي يصل رحمه ويعوض ما فاته من حرمانه اﻹجباري من قبل اﻷب، وعند أول مكالمة بينهما بعد ربع قرن تقريبا رد اﻷب بإجابة واحدة عليها قائلا:ماذا تريد مني أنا ليس لي ابن اسمه حسين وأرجو عدم اإتصال بي مرة أخري وانسي أن لك أب !
هنا انتهت القصة، ولكن بالطبع يجب أﻻ تمر علي المجتمع العربي بشكل عام والمجتمع المصري بشكل خاص مرور الكرام، فرسولنا الكريم قال: بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا البغي والعقوق.
وهنا يجب علينا جميعا أن نطلق صرخة تمثلها حملة تتبناها مؤسسة اﻷزهر الشريف ومحاكم اﻷسرة المصرية والجمعيات الخيرية ولنطلق عليها « معا ضد العقوق» سواء من قبل اﻷبناء أو اﻵباء. وليعلم كل إنسان وكل نفس بشرية أن العقاب الإلهي يكون في الدنيا قبل اﻵخرة، ولذلك فلنتق الله جميعا في أعمالنا الدنيوية التي سنحاسب عليها، فالدين المعاملة واإبتسامة والكلمة الطيبة صدقة.