لا أعرف أهمية فعلية لدار الافتاء طوال العام ، سوي رؤية هلال رمضان ، وإعلان بدء الشهر الكريم ، غير ذلك لا أعرف حقيقة ، ما هو الدور الفعلي والمؤثر والضروري لدار الافتاء..؟! سؤال ربما فرضته موجة السخرية الحادة، التي أطلقها النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي ، بسبب فتوي دار الافتاء بتحريم الشات (المحادثة الالكترونية) بين الجنسين ، التي سبق أن صدرت عام 2011 وأعيد نشرها مرة أخري ،  قبل أسابيع ، علي موقع دار الافتاء .. ورغم أن ردود الفعل لم تعر الفتوي ذاتها اهتماما ، الا بقدر السخرية منها ، فقد أتت ثمارها سريعا ، وتراجع علماء دار الافتاء خطوة للوراء ، أو علي الأقل قاموا بالتخفيف من وقع الفتوي ، بمحاولة تفسيرها، حيث أكد د. علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ، الذي صدرت الفتوي أثناء ولايته لدار الافتاء ، قال ( إن هناك فرقا بين »الفتوي»‬ و »‬الحكم »‬ وأن أفتانيا هي حلال ، لكن الحكم يعود الي محتوي الكلام الموجود  في رسائل الشات)  نفس ما قاله  د. مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية  ( إن الفتوي فهمت علي غير مقصدها ، فنحن لم نقل أن المحادثة الالكترونية حرام ، ولكن قلنا بحسب الاستخدام )!  لا بأس من التراجع والمراجعة ، لكن اللافت في الأمر هو (اللامبالاة) العامة تجاه ما يصدر من دار الافتاء ، فالفتوي لم تشغل بال أحد ، الا في إطار السخرية ، وهو ما يدفع للسؤال ، عن جدوي الفتاوي ؟ وأهميتها ؟ هل هي ملزمة لأحد ؟ وهل ثمة ضرورة فعلية لوجودها ؟ ( طبعا أنا لا أتكلم عن التجارة الرائجة لفتاوي مشايخ الفضائيات ، ولا عن فتاوي الجماعات المتطرفة لتبرير خطابهم السياسي والارهابي) سؤالي فقط عن الفتاوي الرسمية الوسطية لعلماء دار الافتاء؟ يري محمد ابو هاشم  نائب رئيس جامعة الأزهر، أن (فتاوي دار الافتاء ليست محلا للتعليق )!!  شيء اشبه ( بعدم التعليق علي أحكام القضاء) أو محاولة لمنحها سلطة أعلي ، وقداسة ليست فيها .. فالفتوي ، ليست أكثر من رأي فقهي ، قد يصيب وقد يخطئ ، هي (بيان للحكم الشرعي فيما يلتبس علي المسلمين من أحوال دينهم ودنياهم ) وهي ليست ملزمة لأحد ( برأي العلماء)  ليست ملزمة حتي لطالبها ، صاحب السؤال.