أن الرئيس لم يجد غضاضة في الرجوع عن قرار اتخذه وهو تعيين الوزير طالما كان ذلك في مصلحة مصر وشعبها.

يثبت  الرئيس السيسي كل يوم أنه رئيس بحجم مصر ذات التاريخ والحضارة الممتدة لأكثر من سبعة آلاف عام إنه - أي الرئيس - يعكس كل القيم النبيلة والأصيلة التي عبرت عنها الحضارة المصرية علي مر العصور.
وإذا كان الحكماء يقولون إن الرجوع للحق فضيلة فإن الرئيس السيسي يعتبر أن الرجوع للحق فريضة ولا يجد أي غضاضة في التراجع عن قرار اتخذه أو اتخذته الحكومة طالما كان ذلك في صالح مصر وشعبها وهو بذلك يقتدي بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الذي تراجع عن قرار المسير إلي مكة لأداء العمرة ووافق علي عقد صلح الحديبية لأنه وجد في ذلك خدمة للإسلام والمسلمين.
وإذا كانت ثقافة الرجوع للحق قد خفتت بل غابت في مصر في بعض الأوقات فإنها مع قدوم السيسي قد عادت وبقوة واصبحت واضحة وضوح الشمس ولضرب أمثله علي ما ذهبنا إليه فالمساحة لا تتسع ولكننا سنقتصر علي عدد محدود جدا من هذه الامثلة وفي مقدمتها توجيه الرئيس للحكومة بتأجيل قرار زيادة أسعار تذاكر المترو رغم إعلان الحكومة عن توقيت تنفيذ هذه الزيادة.
أيضا توجيه الرئيس بتأجيل تطبيق المنظومة الجديدة لتوزيع المحروقات من خلال الكارت الذكي رغم إعلان الحكومة ١٥ يونيو الماضي كتاريخ لبداية تنفيذ هذه المنظومة..
أيضا قرار الرئيس بوقف تحصيل ضرائب البورصة لتداعياتها السلبية والتي كادت ان تغلق البورصة المصرية، أيضا توجيه الرئيس بإعادة النظر في التعديلات التي ادخلتها الحكومة علي قانون ضمانات وحوافز الاستثمار رغم صدور هذه التعديلات بقانون حيث وجه الرئيس بضرورة اتساق هذه التعديلات مع المادة ٢٨ من الدستور والتي تؤكد علي أهمية إلتزام الدولة بحماية الانشطة الاقتصادية والعمل علي زيادة تنافسيتها وتشجيع التصدير وزيادة الانتاج.
وقد أعلن أشرف سلمان وزير الاستثمار في تصريحات صحفية انه تجري حاليا إدخال تعديلات علي التعديلات بحيث تحافظ علي المزايا والحوافز والاعفاءات التي حصل عليها المستثمرون وجذب استثمارات جديدة للعمل علي أرض مصر وخاصة بنظام المناطق الحرة سواء العامة أو الخاصة وبما يؤدي الي جذب الاستثمارات بنظام المناطق الحرة الي كل المناطق في مصر بصفة عامة وإلي الصعيد بصفة خاصة.
كما لا يفوتني الاشارة إلي ترفع الرئيس عن الصغائر التي يمكن ان تسيء إلي مصر وشعبها مثل قرار سيادته بترحيل أحد الصحفيين الاستراليين المتهمين في قضية شبكة قناة الجزيرة «جوبلز» وهذا يؤكد ان مصر أكبر من هذه الصغائر وإنه كما قال المتنبي «علي قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي علي قدر الكرام المكارم» ايضا موافقة الرئيس علي قبول استقالة وزير العدل السابق بسبب زلة لسان أساءت الي شريحة كبيرة من ابناء الشعب المصري أي أن الرئيس لم يجد غضاضة في الرجوع عن قرار اتخذه وهو تعيين الوزير طالما كان ذلك في مصلحة مصر وشعبها.
وأعتقد أن حكومة المهندس إبراهيم محلب قد استوعبت هذا الدرس جيدا وبدأت في تنفيذ إعادة ارساء هذه القيم النبيلة والاصيلة وأكدت انه لا قدسية للقرارات لأنها في النهاية عمل بشري وأن الرجوع للحق فريضة..