كل عام والأمة الإسلامية بخير، بحلول عيد الفطر، ولكن كيف يشعر المسلمون بالبهجة، في الوقت الذي يتجرع فيه مسلمو العالم مرارة القتل والتشريد وعلقم التقسيم والاقتتال الطائفي، الذي بليت به الأمة الإسلامية، لقد حلت الذكري العشرون لمذبحة سربيتشينا في البوسنة، والتي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم، قتلهم الصرب بدم بارد، واعتبرت إبادة جماعية، بعد تعرضهم لإطلاق النار والدفن الجماعي ثم تفريقهم علي 70 مكانا لطمس الحقيقة، وأعيد دفن 775 شهيدًا تم التعرف عليهم منذ أيام، ووصف ديفيد كاميرون المذبحة بأنها جريمة ألحقت العار بأوربا، أما مسلمو الأيجور في مقاطعة تركستان الشرقية في الصين، والتي كانت في الأصل دولة مسلمة، ثم استولت عليها الصين عام 1949، ويبلغ عددهم 25 مليون مسلم، فقد تعرضوا لمذبحة عام 2009، مات فيها الآلاف، منعوا من الصيام وصلاة التراويح، وتم حصار المساجد في رمضان، ولا يحملون الجنسية الصينية، ويتم ترحيلهم قسريًا، كما يتعرض مسلمو الروهينجا في ميانمار للاضطهاد والترحيل، والذين يبلغ عددهم أكثر من مليون مسلم، وهم فيها منذ القرن الثامن الميلادي، أما في منطقة الشرق الأوسط، فحدث ولا حرج، يسقط يوميًا مئات القتلي نتيجة الاقتتال الطائفي والمذهبي الشيعي والسني، وليس هناك بصيص أمل لحل القضية الفلسطينية، التي دفنت تحت أقدام المتصارعين في منطقة الشرق الأوسط، بعد مائة سنة علي معاهدة سايكس بيكو (1)،أخيرًا وصل الغرب لحلمه ونفذ سايكس بيكو (2) وتلوح في الأفق الدولة الكردية التي يدعمها الغرب، وتقسيم العراق وسوريا واليمن، يتم علي قدم وساق، وكل عام والأمة الإسلامية بخير.