لا أعتقد أنها مجرد صدفة، أن تبدأ أمريكا تحركها المكثف والمتسارع لحشد القُوي الدولية والإقليمية، في تحالف واحد، لمواجهة الإرهاب وشن الحرب علي منظماته وجماعاته بصفة عامة و»داعش»‬ بصفة خاصة، بالأمس الموافق الخميس الحادي عشرة من سبتمبر، أي في نفس اليوم الذي تعرضت فيه الولايات المتحدة الأمريكية لأكبر حادث إرهابي في تاريخ العالم، في الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١. ففي مثل يوم أمس منذ ثلاثة عشر عاماً، رُوِّعَت أمريكا والعالم بهجوم إرهابي مباغت، انهار علي أثره مركز التجارة العالمي في نيويورك، بعد أن اصطدمت به وانفجرت فيه طائرتا ركاب، وهو ما كان بمثابة الزلزال الذي هز أمريكا كلها، وأصاب العالم بالدهشة والذهول ،...، وهو  ما دفع الرئيس الأمريكي بوش الابن لحشد قواها وحلفائها، وإعلان الحرب علي الإرهاب المتمثل في القاعدة. والآن.. تعود أمريكا مرة أخري لحشد القُوي الدولية والإقليمية، لمواجهة الإرهاب المتمثل في جماعة أو تنظيم »‬داعش»، الذي خرج من عباءة القاعدة، بعد أن كان جزءاً منها، ولكنه انفصل عنها بعد أن امتد خطره واستفحل أثره وكثُرت جرائمه، واستولي علي ثلث مساحة سوريا قبل ذلك. والمتتبع لتاريخ ونشأة جماعة »‬داعش» الإرهابية، وغيرها من الجماعات المتواجدة الآن علي الأراضي السورية والعراقية، وغيرها من البلاد العربية للأسف، لابد أن يلفت انتباهه بقوة، وجود مؤشرات ودلائل تربط بين هذه الجماعات والولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط، بصورة غير خافية، بل وتكاد أن تكون مُعلنة. وفي هذا، ليس خافياً علي أحد، أن هذه التنظيمات، وتلك الجماعات، تحظي برعاية واضحة ومُعلنة من تركيا التي تقيم معسكرات للتدريب علي أراضيها لتلك الجماعات، وأيضاً تحظي برعاية قطر، التي تمد هذه الجماعات بالأموال والسلاح أيضا،...، ومن المعلوم للجميع، أن ذلك لا يمكن أن يحدث دون علمٍ مسبق ورعاية كاملة من جانب الولايات المتحدة. والسؤال الآن.. هل يستمر ذلك، أم يتوقف.؟!