أستاذي العظيم.. أحمد رجب: أي مجد حققته ياسيدي وسيد كل من عمل بمهنة الصحافة، فقد حققت للكلمة كرامتها في زمن ذهب الصغار يتسابقون في بيع أقلامهم لزعماء المماليك الذين عادوا للانتشار فوق وجه الوطن. أسست برلمانا معارضا وحدك لينضم إليك فيه الفنان المبدع الراحل مصطفي حسين لتصبح الكلمة مصورة والصورة متكلمة، وبالقلم والريشة تكلمتم معا بلسان الشعب فكنتم برلمانا شعبيا حقيقيا أقوي من برلمانات البقشيش الذي كانت تتواضع السلطة فتمنحه للشعب. فيك روح ابن سودون المصري وبعض من مشاغبات محمود السعدني وبعض من حرارة أحمد فؤاد نجم ومن الترفع والزهد والأناقة وحب الناس ارتوي قلمك. كان بعض القراء يشترون جريدة »الأخبار»‬ لمجرد انك بنصف كلمتك سوف تزرع علي شفاههم البسمة وتنير لهم الطريق، حفرت اسمك يا سيدي في سجل الكبار فكان المصاب في رحيلك كبيرا وكأنما اشتقت إلي مصطفي حسين فلم تستطع أن تمكث بعيدا عنه، أيام قلائل من رحيل الفنان المبدع والكاتب المبهر ليفقد الوطن فارسا ساخرا فالعزاء للوطن والعوض فيه نطلبه من الله ونطلبه من الكتاب والصحفيين أن يجعلوا حياته نورا وهديا لهم وأن يكونوا علي قدر من الصفات والمزايا التي تمتع بها الراحل العظيم وأن يأخذوا نبض الناس علي محمل الجد قبل أن يدهمنا زمان اتسم بالركود والنفاق الرخيص ضاعت فيه أثر الكلمة فانتشر الفساد وكثرت فضائحه!