رغم الضجة الهائلة، والزخم الشديد المصاحب لإعلان الولايات المتحدة الحرب علي »‬داعش»، وبالرغم من التسارع المكثف في التحركات واللقاءات والاتصالات الجارية علي المسرح الإقليمي والدولي، لتشكيل التحالف الذي دعي إليه الرئيس الأمريكي أوباما،..، إلا أن هناك من الدلائل والمؤشرات المتناثرة علي الساحة، ما يكفي لاثارة الشك والقلق في نفوس الكثير من المتابعين المهتمين بالشأن العربي والشرق أوسطي وتطوراته، وتأثيراته وتداعياته علي الداخل المصري. ويأتي في صدارة العوامل والمؤشرات الداعية لإثارة الشك والقلق، ان الانتفاضة الأمريكية المشتعلة الآن ضد »‬داعش»، لم تقم عندما تضخمت هذه الجماعة الإرهابية واستفحلت في سوريا، ومارست أبشع أنواع الجرائم هناك طوال الشهور الماضية، واستولت علي ما يزيد علي ثلث الأراضي السورية، وفرضت سيطرتها الكاملة عليها بالقتل والدمار والتخريب والترويع. كما لم تقم عندما تمددت »‬داعش» ودخلت العراق وبسطت سيطرتها علي ثلث أراضيه، وأصبحت علي مشارف بغداد، وأعلنت دولة الخلافة في الأراضي التي استحوذت عليها في سوريا والعراق،...، ولكنها قامت وهبت من غفوتها وتحركت عندما طالت نيران إرهاب »‬داعش» أصابع قدميها، وهددت مصالحها بالدخول إلي المناطق الكردية حيث مناطق البترول العراقي وأشياء أخري،...، وهنا فقط بدأت الضربات الجوية الأمريكية ضد داعش. ثم تغير الموقف وأصبحت أمريكا في حالة استنفار كامل، علي وقع ما قامت به »‬داعش» من قطع لرءوس بعض المواطنين الأمريكيين، وهو ما أشعل الغضب الشعبي في الداخل الأمريكي، ودفع الرئيس الأمريكي للتحرك، وإعلان الحرب علي »‬داعش» والدعوة لتشكيل تحالف دولي ضدها. وهناك بالقطع رفض إقليمي ودولي كامل لجرائم »‬داعش» وإرهابها الدموي، وهناك بالتأكيد استنكار كامل لما تقوم به من سفك للدماء وتخريب ودمار باسم الإسلام والإسلام منها براء، وهناك أيضا رغبة إقليمية ودولية لإعلان الحرب عليها والقضاء علي إرهابها،...، ولكن يبقي السؤال: لماذا إعلان الحرب علي »‬داعش» فقط وليس علي جميع الإرهابيين وكل الجماعات الإرهابية؟!،...، وهل هناك فرق بين إرهاب »‬داعش» وإرهاب غيرها من الجماعات؟! وللحديث بقية.