أعلن الرئيس أمام ملايين المسلمين أنه في مشكلة بحجم الخطاب الديني فإن حجم مواجهة الأزهر لها حتي الآن ليس كافيا

أشفقت  علي الرئيس السيسي أثناء إلقاء كلمته منذ أيام في الاحتفال بليلة القدر، فقد شعرت أنه ينفخ في قربة مقطوعة ما أن يدخل الهواء إليها من جهة حتي يتبدد من جهات أخري، وليس أكثر من اللهجة التي تحدث بها دليلا علي ذلك، بالذات عندما تطرق إلي تكرار مطالبته لمشيخة الأزهر بتجديد المفاهيم الدينية.. واضح أن الرئيس قد دخل في الحارة السد والتي لا يبدو في الأفق حتي الآن أنها من الممكن أن تمتد وتتواصل يوما أمام بني البشر، فقد أعلن الرئيس أمام ملايين المسلمين أنه في مشكلة بحجم الخطاب الديني فإن حجم مواجهة الأزهر لها حتي الآن ليس كافيا، وقال موجها حديثه إلي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والجالسين بجواره من علماء الأزهر إن تجديد الخطاب الديني هو مسئوليتهم لإظهار قيم السلام والمحبة ونشر ثقافة قبول الآخر، وكرر الرئيس بأنه سيشهد الله عليهم بأنه أبلغهم ونقل لهم وهم المسئولون أمام الله والشعب المصري.. وحرص الرئيس علي أن يوضح أنه عندما طالب في العام الماضي بثورة دينية فقد كان المقصود هو الثورة للفهم الصحيح للدين وإرساء المفاهيم الصحيحة لعقيدة الإسلام الوسطية السمحة والدفاع عن دين الله الذي يساء له في الأرض من قلة لا تفهم الدين جيدا.. وقال إن هناك مفاهيم في القرآن لابد أن نراعيها ونتعلمها حتي لا نجد أنفسنا أمام أفكار ضد الدين ذاته، وأشار الرئيس إلي أن بعض الشباب قد ألحد بسبب المفاهيم المتناقضة والتشدد والغلو الذي يمارسه البعض.. والسؤال أعزائي القراء بعد كل ما تقدم ماذا ننتظر ؟ ولماذا هذا العناد الذي تمارسه بعض مؤسساتنا الدينية ؟.. لماذا لا تبادر بمراجعة جميع كتب الفقه والتفاسير والحديث وتنقيتها من كل ما يخالف صحيح الدين بها ؟.. نحن لا نقول ولعوا فيها بجاز، فقط احذفوا من هذه الكتب كل ما يتناقض مع الأحكام القرآنية التي أنزلها الله من فوق سبع سموات واعلوا القرآن ولا تعلوا عليه شيئا آخر، متي ستعلمون أن صورة الإسلام التي شوهتها ووصمتها كتب التراث البالية ولونتها بلون الدم والإرهاب لن يقتصر تصحيحها علي إرسال القوافل الدينية للخارج لكي يحلف أعضاؤها لكل من يقابلونه بأن ديننا هو دين السلام وقبول الآخر، لأنه ببساطة شديدة مطلوب أيضا من أعضاء القوافل تقديم « الأمارة «، فأين هي تلك « الأمارة « ؟.. هل في التمسك بموروثات بشرية وضعها بعض بني البشر في غفلة من الزمان واكتسبت قدسيتها بمرور السنين وتتناقض تماما مع نصوص قرآنية صريحة ؟.. حسنا أيتها القوافل المبعوثة إلي الخارج، فأنتم تقومون بعمل جليل حقا ولكن لي سؤال بسيط : ماذا ستجيبون علي أحدهم إذا سألكم عن صحة الحديث الذي يقول جعل رزقي تحت ظل رمحي وماذا يختلف في مظهره وجوهره عما تنتهجه داعش، أليست الوجهة واحدة والأرضية واحدة، طرفان مشدودان كل إلي الآخر برباط وثيق الأول يقدم الغطاء الفكري والثاني يقوم بالتنفيذ، ما الذي يختلفان فيه عن قطّاع الطرق ؟.. وإذا سألكم أحدهم عن مدي صحة الحديث الذي يسمح بقتل الأسري وذراريهم، فبم ستردون ؟ أو حديث أمرت أن أقاتل الناس حتي يسلموا، وكيف يستقيم مع مبدأ قبول الآخر، يا علماءنا الأفاضل كيف تتشدقون بأن كتب التراث هي التي علمتكم قبول الرأي والرأي الآخر وأنتم الذين نسختم بكل جرأة أحكام إلهية قاطعة وأعليتم عليها روايات وموروثات ما أنزل الله بها من سلطان، فإذا كنتم قد رفضتم حكم ربنا ذاته كيف تتشدقون بأنكم تقبلون الآخر والرأي الآخر.. لك ولنا الله يا سيادة الرئيس..