ما كان للمنتخب الوطني لكرة القدم أن يغادر مقعده في الأمم الافريقية ثلاث مرات علي التوالي رغم الظروف التي مرت بها مصر وأن يغيب عن كأس العالم ربع قرن من الزمان.


كنت أبحث عن المنتخب منذ أن بدأت كرة القدم في مصر وإذ بي أجد موسوعة أخري من الموسوعات المئوية للدكتور أحمد شيرين فوزي يحكي فيها تاريخ نشأة كرة القدم في مصر وكيف أنها بدأت منذ الاحتلال الإنجليزي لمصر 1882 حيث كان يمارس جنوده لعبة كرة القدم داخل ثكناتهم وشاهدهم شباب مصر فانطلق من المشاهدة إلي التقليد في ممارسة اللعبة في شوارع القاهرة والاسكندرية ومدن القنال وما هي سوي بضع سنوات حتي انتشرت لعبة كرة القدم داخل كل حي وأصبح لكل فريق في كل حي اسم شهير يلعب به.
هذه اللعبة وجدت ضالتها في الدعوة لإنشاء أول اتحاد مصري لكرة القدم 1919 من خلال حسين حجازي وإبراهيم علام «جهينة» الذي فكر في إقامة مسابقة لكرة القدم بالتنسيق مع فريق الجيش البريطاني 1916 والتي تفوق فيها الفريق المصري علي منتخب الجنود الإنجليزي 3/1 في نفس العام وكأنها كانت البداية لإخراج الإنجليز من مصر بشكل نهائي وفي يناير 1923 تلقي الفيفا خطابا يفيد بتشكيل الاتحاد المصري وتم إشهاره عضوا بالاتحاد الدولي لكرة القدم وتشكل أول فريق 1923.. بداية تاريخية سجلها الدكتور شيرين بدقة شديدة، فيها كل التواريخ وأسماء اللاعبين والزي والصور وتنظيم العمل داخل الأندية.
د. شيرين يأخذنا في تسلسل تاريخي عن نشأة الفيفا 1904 ومشاركة المنتخب المصري بإيطاليا 1934 والتي تحققت مرة أخري عام 1990 وكأننا ننتظر إيطاليا لنشارك في المرة الثالثة.
الموسوعة بها سجل صور نادرة وموثقة لاشتراك مصر في كأس العالم مرتين بإيطاليا ولا يقف الأمر عند هذا الحد ففي رحلة موسوعة المنتخب الوطني وجوده أيضا في الدورات الأوليمبية حيث نستشرف من صفحات الكتاب نبذة عن الدورات الأوليمبية والتي بدأت بأثينا 1896 وحظ المنتخب في المشاركة في الأوليمبياد أفضل من كأس العالم حيث شارك 11 مرة بدءا من 1920 وحتي 2012، فيها صور تاريخية لأسماء اللاعبين ومراسم الافتتاح في جميع الدورات التي شارك فيها المنتخب المصري.
انها رحلة شيقة تتشابك فيها خيوط الماضي والحاضر لمنتخبنا باللاعبين الذين لم تعرفهم أجيال عديدة ولم يعاصروهم فأصبح لديهم فرص حقيقية لقراءة ومعرفة ومشاهدة مشاركات المنتخب الوطني في الدورات الأوليمبية.
انه جهد خلاق للدكتور شيرين لإعادة ذاكرة كرة القدم ومنتخبنا الوطني في عرض وثائقي مصور دون أي تدخل ولكنها الحقيقة مجردة للتسجيل.. فالموسوعة هي ومن سبقها من موسوعات مئوية للأهلي والزمالك أقرب إلي متحف للذاكرة الرياضية في مصر.
وكما تألمت لغياب منتخبنا الوطني 3 دورات في الأمم الافريقية الفائز بأكبر عدد من بطولات الأمم الافريقية وصانع أمجاد افريقية استرددت ثقتي في منتخبنا من خلال تصفح أوراق من الموسوعة عن هذه البطولات.
كان ميلاد الاتحاد الافريقي بعد ميلاد الاتحاد المصري لكرة القدم بـ 32 سنة وهو أقدم الاتحادات علي مستوي القارة الافريقية وفي الموسوعة سجل مصور عن مؤسسي الاتحاد الافريقي والدول الأعضاء ومقره ورؤسائه واللاعبين الذين شاركوا في بطولات الأمم الإفريقية وأعلام الدول المشاركة.
ولا يغيب عن ذهن الدكتور شيرين مشاركة المنتخب المصري في بطولة كأس القارات وفيها المعلومات والصور الرائعة.
من ليس له تاريخ ليس له مستقبل وها هي موسوعات الدكتور شيرين للمنتخب والأندية العريقة الجماهيرية تسجل لحظات التاريخ يوما بيوم.