هل هي مصادفة أن تندلع سلسلة من الحرائق في أماكن متعددة من البلاد في الأيام القليلة الماضية ؟ أعتقد أن الجماعات الإرهابية - أيا كان اسمها - هي التي تستخدم الحرائق مع تفجير أبراج الكهرباء ووضع القنابل هنا وهناك لنشر الذعر بين الناس فهم لا يفوتون فرصة أي احتفال ديني أو اجتماعي أو وطني إلا ويحاولون إفساد فرحة الشعب ونشر النكد والحزن فهم يكرهون لنا الفرحة أو الامان والاستقرار.. فحريق المنوفية التهم عدة أفدنة من الأراضي وها هو حريق الفجالة يهدد بتدمير المنطقة التي تمتليء مخازن مكتباتها بالأوراق ومواد أخري سهلة الاشتعال بالإضافة إلي القيمة الثقافية لمنطقة الفجالة التي تآكل نصفها تقريبا بفعل زحف تجارة السيراميك والأدوات الصحية لتتحول نصف محلات الشارع إلي معارض لبضائع لا تمت للثقافة بصلة فمن سيعوض أصحاب المكتبات؟ ومن سيعيد منطقة النشر وبيع الكتب بعد اختفاء سور الأزبكية الذي طالما وفر الكتب التراثية والقديمة لهواة القراءة بأسعار معقولة ؟ هل تعاقد الإرهابيون مع فأر السبتية الذي طالما نسبت إليه تهمة إشعال الحرائق بالشركات في مواسم الجرد حتي تختفي أدلة الاختلاسات ؟
ما أسهل أن تشعل حريقا وما أصعب أن تسيطر علي النار وتمنع امتدادها.. فالنار تلتهم كل ما تصل إليه، ومن يلعب بالنار لابد أن يعاقب بها، والله -عز وجل- جعل النار عقابا للمشركين والمجرمين وستكون مصيرا لهؤلاء الذين ينشرون الخراب ويستحلون دم الأبرياء، ألا يعلم هؤلاء أن نار جهنم هي مصير أمثالهم؟ أم يصدقون ما قاله شيوخهم اثناء عمليات غسيل الدماغ التي تعرضوا لها من أن الجنة في انتظارهم حتي لو ماتوا في عمليات انتحارية مع أن الإسلام يحرم قتل النفس وقتل الغير إلا بالحق ؟ لكنهم ينفذون أوامر مموليهم ويلغون عقولهم التي ميز بها الله تعالي الإنسان عن باقي المخلوقات وإذا كانت حرب الإرهاب الضارية مستمرة في أرض سيناء يقودها جيشنا الباسل ويدفع ثمنها شهداؤنا من ضباط وجنود من دمائهم الطاهرة واذا كانت الشرطة تبذل جهودا مضنية للسيطرة علي الإرهاب في الداخل مع تنامي الدور الإيجابي للمواطنين في الإبلاغ عن أي مشتبه فيه أو جسم غريب، ولكن الحرائق كيف يمكن السيطرة عليها والتنبؤ بها ؟ إنها النيران تأكل قلوبهم حقدا علي الشعب ويحاولون إفساد فرحتنا بافتتاح قناة السويس ولكن (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم