باختصار كلنا مذنبون ونحن المسئولون عما يرتكبه شبابنا من أخطاء سواء تعلقت بالإدمان أو التحرش وغيرهما من السلوكيات المرفوضة.

مشهد  العقيد نشوي محمود من الشرطة النسائية بإدارة مكافحة العنف ضد المرأة وهي تلقن متحرشا بسينما مترو علقة ساخنة لا يكفي لعلاج هذه الظاهرة البشعة والتي تعني زيادة أعداد المتحرشين بالمجتمع ككل وليس بسيدة أو فتاة.
هذه العلقة الساخنة للمتحرش لها ما يبررها علي المستوي الانساني فهي أم ومسئولة لم تتمالك أعصابها أمام المتحرش وكان الأفضل ان تطبق القانون خاصة وأننا سمعنا  من مسئولة بالشرطة النسائية قبل العيد بأن كلمة «موزَّة» ستكلف صاحبها سنة حبس.. ورغم هذا حدث التحرش وسجلت غرفة عمليات المجلس القومي للمرأة ١٣٦ حالة تحرش لفظي و٥ محاضر تحرش جسدي خلال العيد في القاهرة وحدها ناهيك عن سائر المحافظات.
صرخة العقيد نشوي ضد التحرش وكلمات «عيب ياواد واعتبر كل سيدة مثل أمك أو أختك» لم تعد تكفي ولابد وأن يعقبها صرخات لجهات عدة ساهمت في فقدان شبابنا للقدوة الصالحة وكانت وراء اختلال واضح في منظومة القيم بالمجتمع.. صرخة ضد المدرسة التي فقدت دورها واختفت منها حصص الأنشطة.. ضد نظام تعليمي يعتمد الحفظ والتلقين أساسا دون الاهتمام بالفهم والتدبر وتعقل الامور.. صرخة ضد البيت الذي فقد رقابته علي أبنائه مع انشغال الأب والأم بتدبير احتياجات الحياة وسط ظروف اقتصادية صعبة.. صرخة ضد موادنا الثقافية والدرامية الزاخرة بمشاهد القتل والعنف والمخدرات والعري والألفاظ الجارحة  والذي تجعل الشباب يلهث وراءها من منطلق التجريب أو التقليد.
 صرخة ضد المواد المخدرة التي يتداولها الشباب علي أرصفة الشوارع.. صرخة ضد البطالة التي جعلت جل شبابنا ومعظمهم من خريجي الجامعات يتسكعون علي الكافيهات والنواصي لإفراغ طاقتهم المدفونة أو بالأدق المحبطة أو الاضطرار تحت ضغط الحاجة للتكسب بطرق غير مشروعة.. باختصار كلنا مذنبون ونحن المسئولون عما يرتكبه شبابنا من أخطاء سواء تعلقت بالإدمان أو التحرش وغيرهما من السلوكيات المرفوضة.
علينا أولا البحث عن مجموعة من المشاريع القومية لتشغيل الشباب حتي إذا كانت البداية بمبالغ رمزية فمن المهم أن يحس شبابنا بأن لهم قيمة في المجتمع وأنهم تروس التنمية في المستقبل.. لقد أخطأنا كثيرا في حق الشباب خلال الفترات الماضية وعلينا تصحيح الخطأ قبل فوات الأوان.
علي مؤسساتنا الدينية والتعليمية والاعلامية ومراكز البحوث الاجتماعية القيام بدورها المجتمعي في التعريف بقضايا الشباب وتوعية هذه الفئة المهمة والتي تمثل أكثر من ثلثي المجتمع بخطورة الادمان بأنواعه سواء المخدرات أو الانترنت الضار فالمتحرش حتما ليس في قواه العقلية الكاملة ولابد وأنه يعاني كبتا تمكن منه وسبب له مشاكل نفسية وصحية واجتماعية ظهرت جلية بهذا السلوك المشين.. علينا أن نفك الارتباط غير السوي وغير الشرعي بين المناسبات كالأعياد وغيرها وكثرة تعاطي المخدرات.
وعلي وزارة الشباب وعلي رأسها المتحرك الواعي المدرك لقضايا وطنه المهندس خالد عبد العزيز بأن يرفع معدلات خطة تطوير مراكز الشباب في مختلف مناطق الجمهورية فهذه المراكز تعد واحة للشباب يفرغ فيها طاقته من خلال أنشطة رياضية واجتماعية لابد وأن تعيد بالنفع عليه وعلي أسرته بل المجتمع ككل..ولعل ابلغ دليل علي جدوي هذا الاتجاه الفرحة في عيون الشباب مع الوجه الحضاري الذي أصبح عليه مركز شباب الجزيرة الذي ينتظر الافتتاح الرسمي ومركز شباب المطرية الذي افتتح قبل أيام.
ومن المهم هنا أن نعرف أن مراكز الشباب بالمحافظات تحتاج إلي عناية قد تزيد ولا تقل عن مراكز الشباب في العاصمة.. وفي اعتقادي أن استكمال برنامج تطوير مراكز الشباب أحد المشاريع الكبري المهمة التي لا تقل عن الإنجاز الكبير المتمثل في قناة السويس الجديدة.
حروف ساخنة:
> الدنيا قامت ولم تقعد بحثا عن حل لأزمة ملعب مباراة القمة بين الأهلي والزمالك.. متي نتحرك بهذه الهمة لحل معاناة المواطن مع مشاكل القمامة والصرف وغيرها من الخدمات.. لا تعليق.
> مبادرة النقيب محمد جمال بتوجيه زكاة ضباط الشرطة للإفراج عن الغارمين والغارمات جديرة بالتعميم علي مؤسسات الدولة كافة.