يقترب الوقت في اتجاه إجراء الانتخابات البرلمانية ويزداد أيضا العك الحزبي والانتخابي. نقرأ عن التحالفات والتربيطات لكن كما تبدو ضجيج بلا طحن. الأحزاب في مأزق جزء من المأزق ، الحيرة في اختيار الكوادر والمرشحين فنادرا ما يتوافر لدي حزب ما كل ما يتمناه من القيادات القادرة علي خوض الانتخابات. كما أن الأحزاب بشكل عام ضعيفة شعبيا ولا وجود حقيقي لها في الشارع السياسي. كانت الشكوي سابقا أن الحزب الوطني ونظام مبارك يحجبون الفرص عن الأحزاب ويضيقون عليها في الشارع وها هي الفرص كلها توافرت للأحزاب ولم يعد هناك الحزب الوطني ولا حزب آخر كبير يمنع أي شخص من ممارسة السياسة كما يريد وانتشرت الأحزاب في كل مكان ويناهز عددها المائة حزب ومع ذلك لا حياة لمن تنادي. بعض الأحزاب ومنها أحزاب ذات تاريخ وماض عريق صارت تساوم المرشحين الراغبين في خوض الانتخابات علي قوائمها لسداد مبالغ تصل إلي ملايين الجنيهات وصارت العملية السياسية والترشيح للبرلمان مجرد بزنس يساوم عليه رئيس الحزب بل إن المرشح الفردي يحصل منه الحزب علي مبلغ يصل إلي عشرات الآلاف بحجة جدية الترشيح. هذه الممارسات صارت سمة من سمات المرحلة أي أن مرحلة ما بعد 25 يناير لم ولا تختلف عن مرحلة ما قبل ذلك. من المتوقع أن يضم البرلمان تشكيلة من النواب غير متناسقة ولا تنتمي لمدارس سياسية بعينها لأنه لم تعد هناك مدارس سياسية، بل المتوقع أن يكون البرلمان متنافرا أكثر منه متناسقا وسيكون قيادة برلمان علي هذه الصورة من الأمور المعجزة وحتي لو لم يكن البرلمان موجها أو متنافرا مع رئيس الجمهورية فإنه من المنتظر أن يشهد هذا البرلمان عملية صراع سلبي داخلي حتي بين الأعضاء وبعضهم خاصة في ظل عدم خبرة الكثير من أعضائه وهو ما سينتج عنه تعطيل للعملية التشريعية وبالتالي ضعف الرقابة علي الحكومة. هناك أيضا من يطالبون بتأجيل الانتخابات وهذه قصة أخري سنتناولها تاليا.