سعدت كثيرا لهذين الكوبريين العلويين اللذين يربطان الطريق بالعجمي وبرج العرب مباشرة دون الحاجة للدخول في تقاطع أرضي

معجزة انشائية وبنائية فوجئت بها وأنا اخترق الطريق الصحراوي من القاهرة إلي الاسكندرية فوجئت بأني أسير في أحد الطرق العالمية المماثلة للطرق التي سافرت بها برا في الدول المتقدمة لم أتصور ابدا ان هذا الطريق المؤدي إلي بلدي ومحبوبتي الاسكندرية التي ولدت ونشأت فيها سيكون بهذا الرونق الرائع الذي يخلب العقل والخيال.

 فلقد شاءت ظروفي الصحية والعملية وانشغالات الحياة أن أغيب عدة سنوات عن السفر بهذا الطريق وسمعت كثيرا عن المساويء التي تسبب الحوادث لمستخدمي الطريق وكنت أتصور أنها نوع من الاعتداء علي هذا الطريق مثلما تم التعدي علي جوانبه والاستيلاء علي أراضيه واغتصابها.

 ولكن كان هناك امل يداعبني بأن مشروعات الطرق والكباري التي اسندت إلي القوات المسلحة والمقاولون العرب وهيئة الطرق والكباري والاهتمام الكبير الذي أولته الدولة والحكومة لإنقاذ هذا الطريق الحيوي بالذات من عبث العابثين وإعادته إلي مكانته المرموقة ولذا كانت فرحتي كبيرة وأنا أري حارات الصحراوي الأربع الواسعة التي تؤكد حسن الانشاء سواء بوضع الأساسات أو الأسفلت أو التخطيط المروري حتي زرع الاشجار في الجزيرة الوسطي لحماية قائدي المركبات من الانوار المبهرة عند القيادة ليلا والتي كانت من أكبر أسباب وقوع الحوادث.

رأيت محطتي رسوم سواء في البداية أو النهاية تستحقان الثناء والفخر لهذا العمل المعماري الفني الرائع وزاد من انبهاري اختفاء كل أكشاك وخيام وعشش والغرز والمقاهي الشعبية علي جانبي الطريق واختفاء المواقف الجانبية التي كانت تخيف مستخدمي الطريق وتهدد أمنه وسلامته.

 كانت سعادتي أكبر وأنا أري الكباري العرضية التي كانت تقف عبر الطريق كالاشباح لعدة سنوات طويلة شواهد علي أعمال خرسانية عمرانية تؤكد فشلنا في اتمامها ولكنها الآن ترسم خريطة مرورية كبيرة لسيولة مركبات النقل والمواطنين لتربط كل المحافظات بهذا الطريق العملاق الذي يدعم التجارة العالمية المارة بمصر وأيضا التجارة الداخلية.

وكان جميلا ألا أشعر بأن هناك تحويلات جانبية علي الطريق أو أي ملفات مفاجئة بل إنني وجدت سيطرة مرورية رائعة تشكر عليها الإدارة العامة للمرور ورجالها الأكفاء والذين يسهرون ليلا ونهارا علي أمن وسلامة جميع مستخدمي الطريق.

 يعلم الله أن ما أقوله ينبع من قلبي المحب لمصر أولا وللاسكندرية ثانيا وذلك لأنني أدركت أن هذا الطريق سيودئ إلي معاودة سفري إلي محبوبتي الاسكندرية لزيارة أهلي وأحبائي وأصدقائي هناك.. فهذا الطريق لم يستغرق أكثر من ساعتين بالظبط في رحلتي. ولأنني من سكان منطقة العجمي فقد سعدت كثيرا لهذين الكوبريين العلويين اللذين يربطان الطريق بالعجمي وبرج العرب مباشرة دون الحاجة للدخول في تقاطع أرضي وهذا حقق حلما مروريا جميلا بعد أن كان المرور بتلك المنطقة يمثل ازعاجا كبيرا لوجود مطبات وتكسير في الطريق ولكن الحمد لله انتهت متاعب المسافر إلي الاسكندرية عروس البحر الأبيض وشكرا لكل من ساهم في هذا الصرح الجميل.