عندما نتابع الانطلاقات التي حققتها الدول في مجالات الانشطة السياحية وماحققته من ورائها من عشرات المليارات من الدولارات سوف يتبين لنا ان وراء ذلك احاطتها بكل انواع الرعاية. في هذا الاطار فإن علينا جانبا اساسياً من هذه الرعاية يتمحور في اهتمام القيادات السياسية في هذه الدول بدور السياحة في تحقيق الرخاء والازدهار الاقتصادي. ويعد التعامل مع السياحة علي هذا الاساس تعبيراً عن نظرة حضارية وتعظيم واعتزاز بالامكانات التي تملكها هذه الدول السياحية. في هذا المجال فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة ما تملكه اي دولة من هذه الامكانات والمقومات وما تملكه مصر .. إنها باعتراف كل الدنيا تعد مهد الحضارة الانسانية العالمية حيث تملك ثلثي المخزون العالمي من الكنوزالاثرية علاوة علي ما حباها الله من طقس وطبيعة.  هذه الثروة الهائلة لابد أن تجعلها في مقدمة دول العالم السياحية. هذا الامر يتطلب تضافر جهود الشعب وتوعيته وان يؤمن المسئولون عن إدارة شئون الدولة بأن امكانات مصر السياحية والثقافية يمكن ان تجعل منها اغني دولة في العالم. > > > حول هذا الامر لابد أن أعيد تكرار حكمة نائب رئيس الوزراء لشئون البترول عز الدين هلال في عهد الرئيس الراحل انور السادات »رحمة الله عليه»‬ انه ورغم أنه كان مسئولاً عن ثروتنا البترولية الواعدة في ذلك الوقت الا أنه كان يعلن في كل اللقاءات والاجتماعات أنه سوف يأتي يوماً ينضب فيه البترول وبالتالي فإن مستقبل مصر في السياحة مورد الخير الذي لا يمكن ان ينضب ابدا. للاسف الشديد وفي اطار تخريب وتدمير مصر فقد استهدف حكم الارهاب الإخواني حرمان مصر من هذا الخير ضمن خطتها لافقارها وتحويلها الي دولة تابعة تستجدي. > > > في إطار تصفية هذا الفكر التخريبي الكاره لتقدم مصر واثباتا للرغبة الوطنية فيتحقيق النهوض بالسياحة لصالح شعبها الذي عاني الامرين من شظف الحياة.. جاءت مبادرة لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع سكرتير عام منظمة السياحة العالمية طالب رفاعي ومجموعة من وزراء السياحة العرب بحضور هشام زعزوع وزير السياحة المصري. تم ذلك علي هامش اجتماع لجنة الشرق الأوسط بمنطقة السياحة العالمية في القاهرة. من المؤكد أن هذا اللقاء جاء ترسيخا لما تتطلبه دولة ثورة ٣٠ يونيو المصرية الحضارية التقدمية من آمال كبار علي صناعة السياحة كي تقوم بدورها في أن يعم الخير حياة كل المصريين علاوة علي ما تمثله من دعم للروابط الانسانية مع الشعوب. ان الكلمات والايماءات الودية التي ابداها الرئيس السيسي لهذه النخبة السياحية العربية العالمية تشير إلي أننا علي ابواب مرحلة جديدة تتحرك فيها كل اجهزة الدولة المصرية لصالح النهوض بالسياحة باعتبارها صناعة الامل في مصر بحق. كم أرجو أن ينتقل هذا الايمان بأهمية هذا النشاط الواعد الي كل من له صلة به في أجهزة الدولة. ان عليهم حتي يدركوا هذه المسئولية أن يفهموا مايمكن ان تمثله السياحة للاقتصاد القومي من اهمية. هذه الاهمية تتعاظم عندما تعلم ان حركة السياحة العالمية عام ٢٠١٣ قد بلغت مليار و١٥٠ مليون سائح انفقوا علي رحلاتهم ١.٤ تريليون دولار أي الف الف مليار دولار و٤٠٠ مليار دولار. اذن وبناء علي هذه الارقام فان الباب مفتوح امام مضاعفة نصيب مصر من الدخل السياحي اعتمادا علي ما تملكه من امكانات متنوعة في هذا المجال.