عندما يقترب شبح الموت ممن نحبهم ونعيش بينهم سنوات عمرنا.. لأن الفراق صعب وقاس.

نعم إن كل نفس ذائقة الموت.. ولكن رحيل الحبيب الغالي ولا يقدر عليه إلا المؤمنون الصابرون.. فقد كانت شقيقتي تكبرني بعام واحد.. كان لها قلب طيب.. ولسان عذب فيها حنان الأخت والأم.
فيها حلاوة الدنيا حين تشع برضاها علي من حولها.. ينسي الإنسان لحظتها أن هناك ساعة للرحيل سوف تأخذ كل من يعيش علي الأرض ولا يبقي إلا وجه الله ذو الجلال والإكرام..
أحببتها في صمت.. كنت أبا وأخا وصديقا ورفيقا طوال حياتها.. وأحب نسمات ظهورها بين الحين والحين.
عانت منذ طفولتها من أوجاع القلب وتجاوزت الستين وهي تقاوم أوجاعه وآلامه.. حتي قرر الأطباء أن تجري لها جراحة «قلب مفتوح» وغاب الأطباء ساعات وساعات وخرجت شقيقتي بوجه آخر لم أره في حياتي رأيت في عينيها وفي وجهها الجميل نظرات الوداع التي عشت معها كثيرا خلال رحلتي في العمل الصحفي علي مدي أكثر من ثلاثين عاما.
وعرفت أنني لن أري صاحبة القلب المفتوح مرة أخري.. وغادرت روحها الحياة في الأيام الأخيرة من رمضان.. لتترك لي ذكريات الصبا والطفولة وأجمل لحظات الحياة..