في حدود ما قرأت يعتبر هذا الكتاب الضخم المكون من ثمانية أجزاء هو الجهد التوثيقي الأول في المكتبة العربية لجرائم وأخطاء الإخوان خلال العام الذي احتلوا فيه السلطة، بعض التعبيرات يتم تداولها حتي تتآكل مع الزمن ويمكن أن تصبح بلا معني لولا التوثيق، علي سبيل المثال »أخونة الدولة»‬ أو »‬تفكيك الدولة» قد تبدو هذه المصطلحات مجردة إذا لم تقترن بوقائع محددة، الموسوعة تتناول الوثائق المتعلقة بالوزارات والمؤسسات بدقة، تورد نصوصها وتواريخها، في المجلد الأول نجد ما يدل علي أن الجماعة تتخذ من الكتاب عنصرا أساسيا في تعاملها مع الرأي العام، علي سبيل المثال نفت الجماعة أنها تنوي تطبيق الحدود - مثل داعش الآن - ولكنها بدأت مناقشة حد الحرابة، أعلنوا أيضا أنهم لن يقدموا مرشحا للمنافسة علي الرئاسة، واتخذوا موقفا في العلن ضد واحد من أهم قياداتهم، ينسب إليه الجهد الأساسي في تجديد مسار الجماعة، الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح لأنه اتخذ قرارا بترشيح نفسه، وفجأة أعلنوا تقديم مرشحهم محمد مرسي، هذا نموذج علي الكذب، الإعلان عن هدف وتنفيذ آخر، أحد الأكاذيب التي روجتها الجماعة أنهم الأقدر علي الحشد، مع تزايد السخط الشعبي ضدهم بدأ ينكشف ضعفهم التنظيمي وعدم قدرتهم علي الحشد المؤثر، وجهلهم بطبيعة وخصائص الشعب المصري، سنجد توثيقا دقيقا لبيانات وتصريحات قادة الاخوان، فقد الجنيه ٢٠٪ من قيمته خلال الشهور الأولي للحكم الاخواني، وطرح الرئيس الإخواني مشروع الصكوك الإسلامية الذي قوبل بنقد قوي من خبراء الاقتصاد باعتباره مشروعا لبيع أصول الدولة، يوثق الكتاب لخطوات الأخونة عمليا، ومن أخطر أجزائه ذلك المتعلق بالتربية والتعليم وتغيير المناهج، ويورد تفاصيل الدفع بأعضاء الجماعة إلي المواقع المؤثرة، وأيضا تخريب علاقات مصر العربية مع كافة الدول - باستثناء قطر - ، ثم الإعلان الدستوري الشهير الذي أقدم عليه مرسي، أهمية هذه الموسوعة التي بذل فيها جهد كبير أنها تحفظ ذاكرة فترة من أصعب مراحل التاريخ المصري المعاصر ومازلنا نعيش آثارها، ليس من خلال إبداء الآراء أو الأقوال المرسلة، ولكن من خلال الوثائق، ويمكن استخدام هذا الكتاب بعد ترجمته لتعريف العالم بحقيقة الإخوان وجرائمهم الأخلاقية والسياسية وتوزيعه علي نطاق واسع في العالم، غير أنني أري أنه في حاجة إلي كتاب مكمل يمكن أن يضم الجهود المقاومة للأخونة ومقالات الصحفيين الشجاعة وإجراءات الاضطهاد التي لحقت بهم، يمكن أن يكون ذلك الكتاب الأبيض، إن الشكر واجب لكل من أسهم في إصدار هذا العمل الموسوعي، وفي مقدمتهم الزميل عصام كامل رئيس تحرير جريدة فيتو التي صدر عنها الكتاب، ولا يمكن لأي باحث الآن أو في المستقبل أن يتم عمله بدونه.