تابعت حادث مركب الوراق وكلما ارتفع عدد الضحايا زادت حسرتي، وتوقفت مع نفسي لحظة وقلت اذا كان عدد الضحايا وصل إلي ٤٥ حالة فكم يكون العدد الكلي أثناء الكارثة، وأخذت اراجع أحوال المصريين باعتباري جزءا أساسيا من هذه العائلة الكبيرة وكيف هانت عليهم انفسهم، وجدت أننا فرطنا فيها من قديم الأزل وتركناها عرضة للجشع والاستغلال، وهنا يأتيني صوت من يقول هذه المقولة قوله حق مراد بها باطل، وبدأ السجال بيننا فقلت له كيف فقال: ياستاذ كل نفس علي صاحبها عزيزة فهو ابدا لن يفرط فيها ولم يحاول اهانتها ولكن الدولة هي من تريد كسر هذه النفس واذلالها وحرمانها من أدني حقوقها، لم توفر له الرعاية سواء كانت خدمية او صحية، وعندما وقعت هذه الكارثة أين كانت فرق الإنقاذ النهري، هل كانت في اجازة ! أم أنهم اهتموا فقط في استقطاع قطع الأراضي لهم علي ضفاف النيل مع وضع لافتة كبيرة تجذب ضعاف البصر بأنها مخصصة للانقاذ،ودعني من ذلك ولنفترض جدلا انهم كانوا في اجازة الم يسمع أحد من المسئولين بالكارثة وارتفاع اعداد الضحايا، قس علي ذلك كل أنواع الكوارث التي يتعرض لها الإنسان وهو يواجهها بمفرده والنتيجة في النهاية معروفة تقصير واهمال، الم تكن تلك المراكب تعمل في النيل من زمن تحت أعين الحكومة فلماذاتركتها؟كان أولي بها ألا تتركها تعمل دون ترخيص، وحتي لانترك الباب لألف باب خلفي لابد من لجنة فنية لمتابعة سلامتها والمدة الزمنية المسموح لها بالعمل أي لابد من التجديد لضمان السلامة والحصول علي الرخصة،عرفت يا أخي أن الإنسان المصري لم يهن علي نفسه، بل هان واهين علي يد حكومته،وكان لابد لي من الرد وقلت له :بل هان علي نفسه، كيف يسمح لنفسه أن يركب مثل هذا المركب وهو يعلم جيدا حالتها السيئة، ويستخدم وسيلة مواصلات صاحبها تركها بإهمالها وحالتها السيئة دون أدني عناية، الإنسان يساعد في اهانة نفسه عندما يتغاضي عن خدمات سيئة يدفع في مقابلها أجرا ويبررها ويجد لها الأعذار.