< ان تتحول نزهة في نهر النيل أو عرس الي مأتم ومأساة أكثر من ثلاثين اسرة فهذا هو الفساد بعينه، ان تسير مراكب في النيل دون تراخيص، او ان يقرر سائق الصندل الذي صدم المركب ان يسير ليلا حتي يصل في موعد اقرب من موعده المحدد، دون الاهتمام بقوانين تلزمه بالسير نهارا، فهذا ايضا فساد.

والمصابون بفساد الضمائر التي تسمح بمخالفة القوانين، وتتخيل ان المخالفة لن تؤذي احدا، فهذا جهل، وبين فساد مواطن يقبل رشوة او اكرامية ويخالف القانون تقع مصر في هذه المسافة الصغيرة جدا، الفساد هو الفساد، والنتيجة واحدة، الا وهي حياة مواطنين، ومستقبل أمة.
«عن كارثة حادث الوراق اتحدت».
< مازالت الهوة واسعة جدا بين المجلس الاعلي للجامعات والنقابات المهنية، المجلس يجتمع ويصدر قرارات بقبول اعداد معينة بكل الكليات غير ناظر الي توصيات النقابات التي تصرخ كل عام بسبب زيادة اعداد المقبولين بالكليات عن حاجة السوق الوظيفي، والبطالة التي تتسبب فيها هذه الزيادة التي لا يستوعبها السوق.
هذا بالاضافة الي قرارات الجمعيات العمومية للنقابات كل سنة التي تتخذها بعدم قيد خريجي الكليات الخاصة اصحاب المجاميع المتواضعة جدا والتي يحصلون علي شهاداتها «بفلوسهم» في نقاباتهم مثل «الصيادلة والاطباء والتجاريين والمهندسين والمحامين.. وغيرهم» وهي نقابات تكتظ بالاعداد، ولا تقدم خدمات، والسبب واضح، والشكوي مستمرة.
< هل تعترف وزارة الاوقاف بالمساجد والزوايا الصغيرة المنتشرة في احياء مصر؟، وهل تقدر دورها في نشر الوعي الديني والنهج الوسطي او تصديرها قضايا التطرف والارهاب علي مسمع ومرأي من سكان الاحياء.
يا وزارة الاوقاف هناك احياء سكنية كثيرة في مصر لا يدخلها احد من الوزارة، ولا يقوم بالتفتيش المزعوم علي مساجدها وزواياها والائمة، وهل هم معتمدون من الوزارة، وهل يستجيب المسجد او الزاوية للتعليمات؟
وعلي سبيل المثال هناك خمسة مساجد وزوايا في مساحة لا تتعدي نصف فدان تصرخ ميكروفاناتهم ليل نهار بالصلاة، ويتسابقون في عدد الميكروفانات والصوت الاعلي، فهل هذا ما تسعي اليه الوزارة؟