لاشك ان نابليون بونابرت كان عبقرية عسكرية.. لكن عبقريته هذه ادت الي تدمير اوروبا عدة مرات.. وإلي مقتل مئات الالاف من الشباب في معارك طائشة لم يكن الهدف منها سوي شهوة الحرب والسيطرة..  خاصة بعد ان اصيب بجنون العظمة الذي لم يفق منه سوي علي وقع هزيمته في روسيا ثم في ووترلو.. يقول التاريخ ان الحلفاء قد اجتمعوا ضد نابليون عام  ١٨٠٥ في اوسترليتز.. لكنه هزم اكبر قوتين عالميتين انذاك جيش الامبراطورية النمساوية والجيش الروسي معا..اضافة الي الكثير من حلفائهم الأصغر.. وقد لعب سوء التنسيق بين القوتين الي هذه الهزيمة...كيف؟..في اوائل المعارك وقبل وصول الجيش الروسي الي المنطقة وبعد الاتفاق  بينهم.. دخل النمساويون المعركة  لحين وصول الروس لدعمهم...لكن الروس لم يصلوا في الوقت المحدد.. فحاصر نابليون الجيش النمساوي.. وقتل الالاف.. وأسر 60 ألفا.. وكانت هذه بداية الهزيمة للحلفاء.. بعد ان وصل الجيش الروسي متأخراً ١٢ يوما عن الموعد المحدد.. والسبب وراء ذلك يرجع الي اختلاف التوقيت.. فبينما كانت اوروبا تسير حسب التوقيت الحديث.. كانت روسيا تعتمد التوقيت القديم (يختلف بـ١٣ يوما تقريبا عن أوروبا)  والذي لم يعترف به الروس الا بعد نجاح الثورة البلشفية عام ١٩١٧.. نحن في العالم العربي.. لم نزل لم نتعلم الدرس  .. وما زال التوقيت بيننا وبين العالم يختلف في الشكل والمضمون والإيقاع.. نحارب بالكلمة عند الحاجة الي المسدس.. ونحارب بالمسدس عندما يتطلب الامر البندقية.. ونحارب بالبندقية عندما يكون المدفع ضرورة.. ونحارب بالمدفع عندما تكون الطائرة هي الحل.. ونحارب بالطائرة عند الحاجة للكلمة.. وهلم  جرا !!..