ونحن نستعد لافتتاح قناة السويس الجديدة تلك الملحمة الوطنية العظيمة لابد وأن نتذكر ثلاثة تواريخ مهمة في تاريخ مصر جميعها تتعلق بالشريان الملاحي قناة السويس وتنطبق علي أبطالها مواصفات الشاطر حسن ذلك البطل الشعبي في الأسطورة المصرية والذي يقدر دائما علي فعل المستحيل.

في السادس والعشرين من يوليو 1956 أصدر الرئيس عبد الناصر أو الشاطر جمال قراره التاريخي من ميدان المنشية في الاسكندرية بتأميم شركة قناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية معلنا «للعالم أجمع» عودة القناة وخيرها لأهلها للذين بنوها وضحوا بأرواحهم في سبيلها وهي لحظة انتظرها كل المصريين.. وفي الخامس من يونيو 1975 أعاد الرئيس السادات ذكري الشطار بقرار جريء أذهل العالم أيضا بعد تطهير المجري وتوسيعه بعودة الملاحة في قناة السويس بإشراف مصري كامل لا يقبل المساومة علي السيادة المصرية لتعود الحركة بالقناة بعد سنوات ظلت خلالها مغلقة أمام الملاحة بسبب تداعيات حرب 1967.. وجاء يوم الثلاثاء الخامس من أغسطس 2014 الذي يتواكب مع الذكري 58 لتأميم قناة السويس ليعلنها الرئيس السيسي أو الشاطر عبد الفتاح من نادي هيئة قناة السويس بالاسماعيلية مدوية للعالم أجمع ببدء الحفر في قناة السويس الجديدة وموجها حديثه للجنتلمان الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بشق القناة الجديدة كهدية من أم الدنيا لكل الدنيا وبسواعد مصرية بعد عام واحد فقط وليس ثلاث سنوات ليسجل حدثا تاريخيا جديدا يثبت قوة الإرادة المصرية في صنع التاريخ.. وهكذا بالعمل والمثابرة والإرادة تحقق الحلم وتحول إلي حقيقة وبدأ التشغيل التجريبي للقناة بنجاح ليتم الانطلاق الرسمي بإشارة من القائد السيسي يوم الخميس السادس من أغسطس المقبل.. ومثلما كان افتتاح قناة السويس للملاحة أسطوريا في نوفمبر عام 1866 في عهد الخديو إسماعيل بحضور عدد من قيادات العالم حينذاك ومن بينهم إمبراطورة فرنسا «أوجيني» سيكون حفل افتتاح القناة الجديدة أسطوريا أيضا بحضور أكثر من 47 من قادة العالم.. وهكذا يثبت الشعب المصري إرادته الحديدية فمنهم من مات خلال العشر سنوات التي استغرقتها عمليات حفر القناة الأصلية وتحمله لتبعات القرار المصري الخاص بتأميمها في 1956 والذي تمثل في العدوان الثلاثي.. وجاءت إرادة الشعب مدوية والمتمثلة في جمع أكثر من 60 مليار جنيه دفعها المصريون لاحتياجات تمويل حفر القناة الجديدة في ثمانية أيام فقط.. إنها ملحمة بحق وليس فقط مياها تجري بل تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومناطق صناعية ولوجستية تفتح أبواب رزق لمئات الآلاف من المصريين.. ملحمة تعد العبور الثالث للمصريين بعد العبور الأول في السادس من أكتوبر 1973 بالانتصار علي الجيش الاسرائيلي الذي وصف بأنه لا يقهر والعبور الثاني في الثالث من يوليو 2013 والتخلص من عام دامس تحت نير الحكم الإخواني البغيض.
يجدر بنا ونحن نحتفل في السادس من أغسطس المقبل بافتتاح القناة الجديدة أن نقول شكرا لإرادة الشعب الذي نفذ هذا المشروع العملاق بأيدي وأموال أبنائه.. شكرا للقيادة السياسية التي تستهدف كل قراراتها الخير لمصر وشعبها لخير أجناد الأرض قواتنا المسلحة الباسلة التي أنجزت ما وعدت به القائد وفي الموعد المحدد دون تأخير.. شكرا للمتحرك مهاب مميش والعاملين معه والذين لم يغفل لهم جفن طوال عام كامل لانجاز المشروع العملاق وهنيئا لشعب مصر بالمشروع وعوائده وإنجاز جديد سيكتب لهم في سجل التاريخ.. سيقول انها حكاية شعب مبدع في رباط إلي يوم الدين ما هاجمه عدو إلا وانكسر وهزم شر هزيمة.. شعب يقاوم إرهاباً أسود.. وحتما وبإذن الرحمن سينتصر.
حروف ساخنة:
< اللواء دكتور عمرو الأعصر مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة قال ان ابن البواب وابن عامل النظافة له الفرصة في الالتحاق بكلية الشرطة.. كلام جميل لكنه لم يحدد نسبة هذه الفرصة يا خوفي ليكون «كلام وبس».
< إقالة رئيس هيئة النقل النهري وحدها لا تكفي فداء لأرواح 47 آدميا ذهبوا ضحايا في حادث مركب الوراق.. ماذا ينتظر هاني ضاحي وزير النقل ليتقدم باستقالته.
< غزوات الدولة الاسلامية «داعش» علي ودنه في عدد لا بأس به في دول العالم الاسلامي بدعوي إعلاء كلمة الله.. ألم تستفزهم هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة علي المسجد الأقصي وتعديهم علي المصلين أثناء الصلاة؟ مجرد سؤال لمن يعقلون. ‬