أعلم ـ يقينا ـ أنك تعي تماما حجم مصر، ومصيرية اللحظة، فالمنطقة التي يحتل وطننا موقع القلب منها، والعالم الذي يتشكل عبر مخاض صعب، تدرك بتقدير دقيق، أن وجودك في نيويورك يتجاوز الدواعي السياسية العادية، إلي إسماع صوت مصر والعرب، لا بل كل الذين يتهددهم الاستعمار الناعم في أبغض صوره، أنت هناك ليسمع العالم أجمع منك حقيقة المخاطر التي سوف تتهدد مستقبل البشر، ما لم يتوقف الجنون الأمريكي، عند حافة الهاوية التي قادت العالم لمواجهة موجات إرهابية عاتية باتت تهدد حتي صُناعه في واشنطن. سوف تخاطب كل الدنيا، لتسمعها صوت الحق الذي تحالفت الميديا الغربية مع غلاة دعاة الهيمنة لحجبه، وصياغة رسالة لا علاقة لها بحقيقة ما يدور، وما يحمله من مقامرة بمصير مليارات الناس البسطاء أصحاب الأحلام العادلة حتي في البلدان التي يدير منها عصبة أنانية مؤامرة علي الجميع ولا تستثني شعوبها، فالمهم ان تبقي المصالح الشرهة مُصانة لمنتجي السلاح الكبار، وللشركات متعددة الجنسيات، ولهؤلاء القابعين في أقبية يتداولون فيها بلغة الشر، وقد انتزعوا ضمائرهم وألقوها في سلال القمامة. كنت وشعبك خارج توقعات من لا يعرفون جوهرنا، والآن تواتينا الفرصة للمشاركة بسهم في صياغة المستقبل، ليس لمنطقتنا فحسب، ولكن لكل البشر المتطلعين للحق والعدل والخير والجمال، وعليك ان تواجه بهدوء أعداء هذا الحلم الإنساني، وأن تقدم رؤية لشراكة حقة يسهم فيها الكبار والصاعدون ومن يحاولون النهوض، ولا ننسي أن ثمة أملاً لابد أن نبشر به من طحنتهم الفوضي الممنهجة خلال عقدين هما الأصعب في تاريخ البشرية. ياريس انت هناك مندوب عن مصر والعرب، وكل الشعوب التي وقعت ضحية للنظام الدولي الغاشم الذي حاولت واشنطن فرضه، ويقينا لن تخذلنا.