تأملت الصورة المنشورة في الأخبار الأسبوع الماضي مع مجموعة مقالات لكبار الأدباء والمفكرين اكتشفها الزميل محمد شعير، طه حسين، محمد التابعي ومعظم الرموز الكبري التي شكلت وجدان مصر في المرحلة الليبرالية، الصورة بعد الثورة بشهور جمال عبدالناصر وصلاح سالم يقرآن الفاتحة علي قبر مؤسس جماعة الاخوان. كان مجلس قيادة الثورة يضم بين صفوفه الأولي من ينتمي إلي الاخوان مثل عبدالمنعم عبدالرؤوف، لم يكن ثمة موقف معلن معاد من الثورة، أما الجماعة فأيدت الثورة كخطوة مراوغة للاستيلاء علي الثورة نفسها كما حدث في يناير ٢٠١١، وفي ١٩٥٤جرت محاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية من الجماعة، وفي ١٩٦٥ تضخم الصدام بعد ظهور العنف من خلال دعوة أكثر تطرفا تطبيقا لأفكار سيد قطب، في ٢٠١٢ وصلوا إلي حكم أكبر دولة عربية وتجسد الفكر الاخواني العنصري في كل تفاصيل إدارة الدولة. أولوية الفرص ليس للأكفأ ولكن لأعضاء الجماعة وأبنائهم، موقف عنصري ضد الأقباط، ضد المرأة، ثم محاولة تفكيك الدولة والهيمنة علي مؤسساتها، اكتشف الشعب المصري هذه الحقائق مبكرا مع وصولهم إلي السلطة. هنا نستعيد من التاريخ تجارب الفاشية العنصرية التي استغلت الدين أو الأفكار وأبرزها تجربة النازي في ألمانيا والتي كبدت الإنسانية خسارة فادحة تمثلت في مائة مليون قتيل ضحايا الحرب العالمية الثانية، الحديث عن فاشية الاخوان وعنفهم ليس مناورة سياسية يدحض بمناورة أخري عن إعادة قبولهم في المجتمع إذا نبذوا العنف، تفاصيل التاريخ القريب والبعيد علي مدي أكثر من ثمانية عقود تثبت عنصريتهم وأن العنف جزء أساسي من تكوينهم، المنطق واحد من مقتل السردار بواسطتهم حتي ظهور داعش والنصرة، الأصل في الموضوع هو الوصول إلي السلطة بالقوة والحكم علي أساس ديني، لا فرق بين اضطهاد الأقباط في مصر واجبارهم علي الهجرة، وإخراج المسيحيين من ديارهم في شمال العراق، وإذا كانت بعض القوي في الغرب تتجاهل الحقائق فذلك لحسابات خاصة بها، لقد اتخذ الشعب المصري موقفا حاسما ضد استخدام الدين في السيطرة، وأصدر القضاء المصري أحكاما تستند إلي وقائع باعتبار الجماعة إرهابية، الاستئصال بدأه الشعب بالفعل في يونيو ٢٠١٣، جانب منه أمني يحتاج إلي إجراءات سريعة حاسمة يقوم بها الجيش والدولة، وجانب فكري بعيد المدي يحتاج جهدا من المؤسسات الدينية العريقة وفي مقدمتها الأزهر، أي مناورة أو دعوة للصلح أو التفاهم لن تؤدي إلا لإضعاف موقف الدولة في مواجهة الإرهاب المنظم الذي يتقنع بوجوه عديدة غير أن الجوهر في النهاية واحد، السيطرة باستغلال الدين وإقامة حكم عنصري كما رأينا وعشنا، التذكر ضروري حتي لا ننسي. أول أمس قال الرئيس السيسي لوكالة اسوشيتدبرس اذا نبذت الجماعة العنف يمكن أن تشارك في الحياة السياسية.. وبعد ساعات جاء الرد أمام وزارة الخارجية.