علي شاشات تليفزيونية مختلفة الانتماء والجنسيات، ظهرت إشارة حمراء، أول أمس ظهرا، »عاجل»‬ ثم خبر سقوط طائرة عسكرية مصرية، قرأت هذا حتي علي التليفزيون المصري الرسمي، حدد الخبر نوعيتها، طائرة تدريب، ثم قرأت في التليفزيون المصري أنها طائرة استطلاع، ثم قرأت أن عدد الشهداء ستة، جاء ذلك نقلا عن مصدر عسكري مصري، وهنا أشير إلي الأداء المهني الرفيع للعميد محمد سمير المتحدث العسكري الحالي، ومن خبرتي المهنية أقول إن ما يصدر عن الجيش من بيانات هي التي أصدقها علي الفور، بدأ ذلك بعد بداية المقاومة المسلحة عقب هزيمة يونيو والتي حفلت البلاغات الصادرة عن وقائعها بمبالغات ومجافاة للحقيقة صارت مثار تندر. بدءا من معركة رأس العش وحتي الآن اتسمت البلاغات العسكرية المصرية بمصداقية عالية، بل أقول كشاهد إنني عاينت التخفيف من حجم خسائره أثناء معارك أكتوبر، كان المشاة المصريون من رجال الصواريخ المضادة للدبابات قدحققوا تحولا في مجري الحروب. عندما حطموا عددا كبيرا من الدبابات. وللتذكرة فقط، كان لي شرف اكتشاف عبدالعاطي الذي دمر ستا وعشرين دبابة وثلاث مدرعات ام ١١٣، وانفردت الأخبار بتحقيق نشر خلال حرب أكتوبر، واستمرت علاقتي بعبد العاطي حتي هزمه فيروس سي. رحمه الله. كان حجم الخسائر علي الأرض أكبر مما يصدر في بيانات الحرب، الجهة الوحيدة التي أصدق ما يصدر عنها في الدولة، الجيش. لذلك أتمني من القائد العام سرعة إصدار بيان دقيق عن ظروف سقوط هذه الطائرة التي رأيت حطامها في بعض الصور المنشورة، وإذا لم تخني خبرتي العسكرية المحدودة، فانها طائرة نقل من طراز سي.١٣ وتلك من أكبر طائرات النقل في العالم. إذا كانت الطائرة تحطمت نتيجة عمل إرهابي فهذا يعني مرحلة جديدة في مواجهة الجماعة ومن والاها، سواء في ليبيا أو غزة، ليبيا الآن مصدر منفلت لكل أنواع الأسلحة المتطورة بعد انهيار الدولة، وغزة مصدر للإرهاب اليومي الموجه ضد جيشنا وشرطتنا في سيناء والذي نلاحظ زيادة وتيرته وحدته بعد انتهاء الحرب في غزة خلال الأسابيع الأخيرة. إن ثقتي بجيشنا قائمة علي معرفة بطبيعة هذه المؤسسة العريقة، وليس فقط وطنيتها وتاريخها العريق الذي يجعلها الأقدم في تاريخ الإنسانية. أتمني أن أسمع أو أقرأ بيانا دقيقا عن ظروف سقوط هذه الطائرة، أسباب فنية أم عمل إرهابي أدي إلي الإسقاط؟