‎مات قبل أن يعرف الناس بدقة أن أسمه »يوسف عيد»‬، وقبل أن يعرف الناس، وربما قبل أن يعرف هو نفسه كممثل، أنه فنان محبوب، وأن رصيده ليس قليلا في قلوب المشاهدين، هو الممثل المساعد، أو ممثل الأدوار الكوميدية الصغيرة في الأفلام والمسلسلات الدرامية...هذة الخسارة، والمرارة، أو هذة المسحة من الظلم، هي ما تغلف شخصية »‬يوسف عيد» كممثل، شيْ ربما يتجاوز الفن إلي الوجع الأنساني..تراه فلا تعرف أن كنت تبتسم، ام تشعر بالحزن، تلك الضحكة المرة، الضحكة الممزوجة بالآلم، الضحكة الممزوجة بالقهر، والممزوجة بالتعاطف..شيْ ما في أداء »‬يوسف عيد» وشخصياته الفنية ينتمي لتلك المدرسة في الكوميديا، يذكرنا »‬بعبد المنعم أبراهيم» ربما أيضا »‬بنجيب الريحاني»..تلك الضحكة، تنفذ بين الضلوع، فلا تعرف أن كنت تضحك ام تبكي..!! ‎ويذكرنا الناقد المسرحي »‬باسم صادق» بواقعة في مسرحية (شارع محمد علي) كان هو أحد شهودها.. لحظة دخول »‬يوسف عيد» إلي خشبة المسرح، حين صفق الجمهور طويلا لظهوره، فأراد الفنان الراحل »‬وحيد سيف» (أن يغزل من هذا التقدير أيفيه) ومشاركا في تحية زميله أيضا، فقال ليوسف عيد : (يااااه...كل دول قرايبك، ده أنت بتمثل من 1975 وماحدش يعرفك) وطبعا صفق الجمهور أكثر.   ‎ هذا المشهد هو »‬يوسف عيد» بالضبط، لا أحد يعرفه، لكن الجميع يحبه، قدم 200 عملا فنيا في السينما والمسرح والتليفزيون، عمل كثيرا مع عادل أمام، ربما أشهر أدواره معه فيلم (النمر والأنثي) عمل مع أحمد زكي (أضحك الصورة تطلع حلوة) ومع أحمد حلمي (جعلوني مجرما) ومع معظم النجوم، في (اللمبي) و(الرجل العناب) و(الناظر) و(الحرب العالمية الثالثة) ممثل مساعد، ودور صغير، وكلمات قليلة، لكن ليس بالإمكان نسيانه. ‎ »‬يوسف عيد» ضحكة مرت سريعا، فأغرقت أعيننا بالدموع.