أكد العميد محمد سمير المتحدث العسكري أن حادث الطائرة العسكرية كان نتيجة عطل فني وليس نتيجة حادث إرهابي. وقال إن الطائرة من طراز سي ١٣٠، وان البيان الأول الذي صدر عنه أشار إلي أنها طائرة نقل. وفيما يلي نص البيان:  »أثناء تنفيذ إحدي المهام التدريبية صباح الأحد ٢١/٩/٢٠١٤، حدث عطل فني طارئ لطائرة نقل عسكرية مما أدي إلي سقوطها بمنطقة أوشيم بمحافظة الفيوم وقد أسفر الحادث عن استشهاد (٦) أفراد واصابة فرد آخر. وقد أمر السيد الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي بتشكيل لجنة للوقوف علي أسباب الحادث. وتنعي القوات المسلحة ببالغ الحزن والأسي شهداء الحادث.. داعين الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان»‬. البيان صيغ بأسلوب واضح المعاني، مقتصد، لا مجال فيه لأي استعارات أو تشبيهات، ولكن من يعرف تقاليد الجيش. وارتباط الضباط والجنود بأسلحتهم، من قدر له حضور حفلات التخرج من الكليات والمعاهد العسكرية لابد أن هذه العبارة قد لفتت النظر. »‬لا أترك سلاحي قط حتي أذوق الموت..». هذه ليست عبارة إنشائية، أو رسمية. إنها عبارة تجسد عقيدة وسلوكا، وهذا ما بدا في حادثة الطائرة سي ١٣٠ مؤخرا، ما علمته ان الطيار كان بإمكانه القفز بالمظلة مع أفراد الطاقم البالغ عددهم ستة، عندما اكتشف الخلل الفني. لكن كان هذا معناه سقوط الطائرة فوق منطقة ريفية مزدحمة بالسكان. قام الطيار  بمناورة حادة لتفادي القري التي يطير فوقها وعندما أصبح فوق أرض خالية كان الموقف قد أصبح حرجا. وهوت الطائرة ليستشهد معها جميع أفراد الطاقم، يذكرني هذا الموقف بمشهد مماثل جري في زمن حرب الاستنزاف، عندما وقعت مشاكل فنية في طائرة تي يو ١٦، وهي قاذفة  ثقيلة حصلنا عليها من الاتحاد السوفيتي بعد بدء الحرب في اليمن، وحمولتها من الصواريخ والقنابل ثمانية عشر طنا وقد طرت عليها في استثناء نادر عام ١٩٧١، أقلعت بنا الطائرة من مطار »‬دنديل» ويقع بين بني سويف والفيوم وأعتقد أنه نفس المطار الذي أقلعت منه الطائرة سي ١٣٠ الأخيرة، كان يقود الطائرة الاستراتيجية الطيار عبدالوهاب كريدي، فوجئ بعطل فني خطير، وكان معني القفز من الطائرة بالمظلة مع الطاقم هو سقوط جحيم علي قري آمنة، كان ذلك فوق محافظة المنيا، بذل جهدا كبيرا حتي أصبحت الطائرة فوق النيل الذي هوي فيه ليستشهد مع زملائه. نفس الموقف تكرر هذا الأسبوع. الأحد الماضي، يؤكد هذا ان ذلك القسم المؤثر »‬لا أترك سلاحي قط حتي أذوق الموت..». هذا القسم يعبر عن عقيدة راسخة، عميقة في رجال الجيش عماد مصر وحارس أهلها وزمانها ومكانها. رحم الله الشهداء.