ونحن نستعد لاستقبال مؤشرات تعافي السياحة صناعة الأمل بعد السنوات الثلاث العجاف التي ارتبطت باشتعال ثورة ٢٥ يناير وغياب الأمن والاستقرار علاوة علي الايام السوداء التي صاحبت الحكم الإخواني الأغبر.. علينا أن ننتهز هذه الفرصة لتبني سياسة الارتفاع بمستوي السياحة الوافدة.. ان أحدا لا يمكن أن يصدق أن سعر الاقامة لليلة واحدة في فنادق الخمس نجوم لم يكن يتجاوز الـ١٥ دولارا بينما بلغ سعر الاقامة في فنادق الاربع نجوم ما بين ١٠ دولارات و١٢ دولارا. *** طبعا سنسمع اصواتا تقول ان ادارة الفنادق المصرية التي تقدم هذه الاسعار المتدنية معذورة خاصة انه يتحتم عليها القبول بها حتي لا تضطر إلي إغلاقها وتشريد البقية الباقية من العمالة التي رضيت أن تعمل بنصف الاجر الذي كانت تتقاضاه.  لا جدال أن اصحاب شركات السياحة والفنادق قد تعرضوا لضغوط غير مسبوقة من ناحية فترة استمرار الأزمة الطويلة. كما هو معروف لقد سبق أن تعرضت هذه الصناعة الواعدة لازمات حادة سابقة ولكنها لم تكن تستمر لاكثر من شهرين او ثلاثة شهور وليس ثلاث سنوات كما حدث في فترة سيطرة جماعة الارهاب الاخواني. *** هذا الذي حدث يحتم علينا والسياحة تستعد لحالة انتعاش ظهرت بوادرها بعون الله تعالي وفضله في الشهرين الماضيين.. أن نلجأ إلي بحث امكانية تغيير سياستنا في التسويق بما يتيح أمامنا الفرصة لاستعادة الاسعار التي تليق بمستوانا السياحي والفندقي. في نفس الوقت فإن واجب اجهزة وزارة السياحة والشركات السياحية والفندقية ان تعمل علي غزو الاسواق التي تتسم برامجها السياحية بارتفاع المستوي والانفاق مثل السوق الامريكي.. اقول ذلك اعتمادا علي ما لمسته ولاحظته من اهمال كامل من جانبنا لهذا السوق. حدث ذلك اختفاء الشركات المصرية المتخصصة التي كانت تتعامل مع هذا السوق. كم ارجو ان يولي هشام زعزوع وزير السياحة اهتماما بهذا السوق خاصة بعد إلغاء السلطات الامريكية للحظر الذي كانت قد فرضته علي سفر سياحها إلي مصر. هذا يتطلب توجيه حملات ترويجية والمشاركة في المناسبات السياحية الامريكية كما كان يحدث من قبل. *** ان ما يكتب حاليا في الاعلام السياحي الامريكي بإيجابية عن مصر كمقصد سياحي لابد ان يشجعنا علي التجاوب مع هذه الاجواء. هذا يتطلب معاودة وسرعة الاتصال بالشركات الامريكية المنظمة لبرامج الرحلات السياحية. ان الفرصة متاحة للاستعانة بالخبرات المصرية المتخصصة في السوق الامريكي سواء كانت تمارس المهنة في مصر من أمثال إلهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية أو سمير خليل صاحب احدي الشركات السياحية المصرية العاملة في نيويورك والمتخصصة في سياحة المؤتمرات. لقد احزنني عندما التقيت به وهو الذي اكتسب خبرته من العمل مستشارا سياحيا مصريا نشطاً لسنوات ثم لسنوات أخري مديرا لمكتب مصر للسياحة في امريكا. الشئ الغريب أن مصر ليست من بين الدول التي يتعامل معها حاليا لاسباب كثيرة. اعتقد ان الوزير هشام في حاجة ماسة للاستعانة بهذه الخبرات لاحياء السوق الامريكي الذي يساوي إنفاق السائح منه إنفاق خمسة سياح من تلك الفئات التي نستقبلها الآن من الجنسيات الاخري.. يضاف إلي ذلك اهتمام السائح الامريكي بالسياحة الثقافية التي نسعي لانعاشها من اجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمناطق الآثار بصعيد مصر.