كلما اتخذ وزير الثقافة د. عبد الواحد النبوي قرارًا نحو تطهير وزارته من «الشللية» ومن الذين ظنوا أنها عزبة لهم ولمن يوالونهم من العصابة،التي سيطرت علي منابر مصر الثقافية واحتكرتها وتصدرت المشهد العام فارضة بلطجة الصوت العالي دون أن تقدم اسهاما حقيقيا ينفع الناس أو يفيد في تقدم الوطن، زادت الحرب الشرسة عليه وعلي من استعان بهم ليعاونوه في مهمته نحو جعل الثقافة متاحة للمواطن البسيط والعامل والطالب وغيرها من الفئات، التي حرمت منها لصالح ثقافة الصالونات.

هاجت غربان الثقافة وتحركت الأفاعي عندما حاول الوزير أن يطهر الأوكار ويدخل الضوء إليها..تحركت الأبواق بنوازع «شخصية» لتهاجم الوزير ومن معه وتتهمهم تارة بالأخونة وتارة بالـ»السلفنة» وتارة بأنهم تابعون للأزهر وتارة بأنهم مجهولون و..و... لم يتركوا له الفرصة ليعمل أو ليختار مساعديه، وكلما اتخذ قرارًا أو صرح تصريحا زادت الحرب عليه وخاصة بعد قرار عدم تجديد انتداب الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة ورئيس هيئة الكتاب.
تحرك «المحاسيب» وهاجت جماعة المصالح لتقول للوزير صراحة إما نحن وإما منصبك..سنفعل كل ما نستطيع لإبعادك لأنك علي غير هوانا..لن نسمح لك بدخول «الحظيرة» التي تعودنا علي العيش فيها..لا يهمنا إن كانت لك رؤية وتحمل خطة للتنوير والإصلاح وخدمة المواطنين أم لا؟..كل ما يهمنا هو المصلحة الشخصية والانتقام لأولياء النعمة من أفراد «الشلة».
جماعة المصالح تحاول إيهام الناس بأنهم هم الذين يفهمون وحدهم وأن تحركهم لمصلحة عامة وليس لأهواء شخصية أو لحاجة في نفس يعقوب..أصحاب الصوت العالي واللسان السليط يحاولون الهيمنة والاستمرار في تحصيل المكاسب..لا تهمهم المصلحة العامة ما داموا علي الحجر وليذهب غيرهم من المثقفين والأدباء الحقيقيين في أقاليم مصر ومدنها وقراها إلي الجحيم. تراهم يقولون عندما يتحدث مسئول عن ضرورة الذهاب بالثقافة إلي الناس في تجمعاتهم العمالية والشبابية :أين نحن من هذا وما دورنا؟ هذا خطر علينا ما نحن فاعلون لمنع ذلك هذا خطر علينا..ستذهب عنا الأضواء والمنح واللجان والسفريات والجوائز وغيرها..يجب أن نتحرك لمنع هذا.. يجب أن نستجمع قوانا ونضرب ضربتنا القاضية لوأد الحلم الذي قارب علي التحقق والفجر الذي اقترب من البزوغ.
طيور ظلام هم وليسوا حملة تنوير.