من ينسي ثورة ٢٥ يناير.. وكيف قضت علي حكم فاسد.. حول البلاد إلي اقطاعيات.. احتكروا ثروات البلاد وحولوها إلي منتجعات وقصور



من يشاهد ملحمة حفر القناة الجديدة وافتتاحها الذي أبهر العالم يتأكد من قدرة الشعب المصري علي فعل المستحيل.. هذا الشعب الذي قهر خط بارليف وحقق نصر أكتوبر عام ١٩٧٣ وأذل إسرائيل ومن في فلكها.. فقوة الشعب المصري وعبقريته تظهر وقت الشدة.. وفي المواقف الصعبة.. فكم من الأحداث والمشروعات العملاقة.. وقف الشعب جنبا إلي جنب تحت علم مصر.. هدفهم مصلحة البلاد العليا.. لاهدف جماعة معينة أو اتجاه معين.. وثبت للعالم بأن القناة الجديدة لم تكن ترعة كما روج لها البعض أو «طشت» أم وجدي.. ولكنها مشروع عملاق يخدم العالم.
ومن ينسي ثورة ٢٥ يناير.. وكيف قضت علي حكم فاسد.. حول البلاد إلي اقطاعيات.. احتكروا ثروات البلاد وحولوها إلي منتجعات وقصور.. وكأن مصر اصبحت الساحل الشمالي والعين السخنة أما الغالبية العظمي من الشعب فيعيشون تحت خط الفقر وانتشر الفساد في كل القطاعات.. وأصبحت سياسة اخطف واجري هي المثل والقدوة أمام الشباب.. واختفت شهامة أولاد البلد وحل محلها البلطجة والتحرش والسرقة.. وعندما انحرفت الثورة من مسارها قام الشعب بتصحيحها في ٣٠ يونيو.. كل هذه الأحداث تثبت أن الشعب المصري يقهر المستحيل.. فمن بني السد العالي.. يستطيع أن يبني عشرات السدود الأخري.
ساقتني الأقدار لأداء واجب عزاء في مسجد عمر مكرم الخميس الماضي.. وكان الطريق يغري بأن الأمور بعيدة عن الزحام.. وما إن وصلت إلي مدخل ميدان التحرير.. حتي وجدته وقد تحول إلي كرنفال أعلام.. بمناسبة الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة.. أطفال في عمر الزهور يحملون العلم المصري.. وجدت رجالا ونساء.. شيوخا وشبابا.. الكل يرد «ياأحلي اسم في الوجود يامصر» عشت الفرحة معهم.. ونسيت أنني في طريقي للعزاء ومن الممكن أن أتأخر عنه.. كان الآلاف سعداء بالحدث.. وبجواره استمرت الأفراح حتي ساعة متأخرة من الليل.. والحمدلله لم يعكر صفوها شئ.. لأن الجميع كان يغني لمصر.
منتجعات.. منتجعات
هذه الأيام تملأ الصحف والفضائيات اعلانات.. تثير الحقد والكراهية بين الشعب المصري الغلبان.. والمطحون.. الذي يوفر لقمة العيش بصعوبة.. فما بالك بتوفير شقة له ولأولاده.. كل الاعلانات تدور في فلك الآلاف.. بل الملايين.. بقسط شهري ٣ آلاف جنيه.. تملك شاليه في الساحل الشمالي أو العين السخنة أو رأس سدر.. وكأن الـ٣ آلاف جنيه أصبحت ٣ آلاف مليم.. فمثلا معاش المواطن الغلبان الذي خدم الحكومة ٤٠ سنة لايتعدي ١٤٠٠ جنيه شهريا.. لاتكفيه مصاريف العلاج.. ولا أقول مصاريف الحياة.. هذه التراكمات والأحداث نتيجة الحكم الفاسد الذي استمر أكثر من ٣٠ عاما.. وكرس الاهتمام بالاغنياء علي حساب الفقراء.. مطلوب من الحكم الجديد أن يراعي المواطن الغلبان وأن يقنن هذه الاعلانات التي تصيب الوطن في مقتل وتجعله مجرد منتجعات هنا وهناك بعيدا عن المناطق العشوائية التي أصبحت مثل السرطان يفتك بجسد الوطن.
تنسيق.. تنسيق
واحسرتاه علي الطالب الذي حصل علي ٩٨٪ في الثانوية ولم يستطع الإلتحاق بالطب.. وحاسرتاه أيضا علي من التحق بها سيكون مرتبه بعد التحرج أقل من ثمن درس خصوصي لمرة واحدة أخذه في إحدي المواد.. يادولة مطلوب تصحيح الأوضاع وتسوية المرتبات بين فئات المجتمع.. حتي نقتلع الحقد والكراهية من قلوب المظلومين وأن يكفوا عن الدعاء علي من ظلمهم.