غريب جداً أمر العرب الذين ما إن خرج صحفي أمريكي ليقول بأن أوباما ألمح خلال لقاء مع كتاب الأعمدة بالصحف الرئيسية في بلاده إلي تغيير محتمل في مواقف روسيا وإيران بشأن الأزمة السورية ومن الرئيس السوري بشار الأسد، حتي خرج الرسميون منهم ليجتروا تصريحاتهم الموتورة التي كانوا قد ابتلعوها بأن لا مكان في سوريا لبشار الأسد، هكذا وببساطة وبعدما سبق وتراجعوا عن الحديث في ما لا شأن لهم به وبمجرد إشارة من كاتب مشكوك في روايته وفي سلامة عقل رئيسه عاد الأعراب لينصبوا أنفسهم قضاة في قضية تتصل بمصير وطن وليضعوا أنفسهم موضع البدلاء عن الشعب السوري نفسه الوحيد صاحب الحق في تقرير مستقبل بلاده واختيار من يحكمه.

اللافت أن هؤلاء الذين يتحدثون عن مقررات مؤتمر جنيف (1) المختلف علي تفسيراتها وتأويلاتها والتي لم تشر من قريب ولا بعيد إلي وضعية الرئيس بشار في السلطة مرحلة ما بعد الحل السياسي، ذهبوا إلي تفسير هذه المقررات علي أهوائهم وبما يخدم أهدافهم المريضة، واعتبروا أن هذه التفسيرات والمؤتمر نفسه قرآناً منزلاً لا يجوز إلا اتباعه.
والأغرب أن العالم كله وهم منه إن كان ممكناً تصنيفهم من عقلاء البشر يدرك أن جنيف وغيره من المؤتمرات التي عقدت في عواصم أخري لمناقشة سبل حلحلة الأزمة السورية، ومهما أتفق واختلف علي ما طرحته لن تغير شيئاً في الواقع السوري علي الأرض، ذلك أن ما يجري في سوريا تجاوز معطيات السياسة واختلافات أصحاب البذات وأربطة الأعناق من المنشغلين بها، إلي حرب ضروس يخوضها طرف راسخ في الأرض هو الدولة والجيش والشعب السوري وحلفاء المقاومة اللبنانية في مواجهة عدوان بشع تقوده الولايات المتحدة وأتباعها من الترك والأعراب رءوس حرابهم فيه هم جماعات الخوارج الكافرة ومجرمون قتلة ومرتزقة استقدموهم من 100 بلد حول العالم.. وهو ما يعني ببساطة أن لا حل ممكناً إلا بعد خلاص سوريا من هذه الجماعات وهو ما لن يحققه سوي انتصار الدولة والشعب والمقاومة...
وحتي بعد انتصار الدولة والشعب السوري تري هل يكون هناك مكان لتفاوض يملي فيه من سكنوا العواصم الغربية ووقفوا بأبواب قصور الأعراب فيما كانت بلدهم تحارب وشعبهم يقاتل من أجل أرضه وأمنه، مكان في أي معادلة لمصالحة وطنية ؟؟، الأكيد أن لا مكان لهم..!!
اليوم وبعدما دخلت الحرب العدوانية علي سوريا مرحلة السفور الفاجر ممن تواروا زمناً خلف الستر للتمويه علي حقيقة حربهم الصهيونية علي سوريا، لم يعد مقبولاً من عرب الاصطفاف مع الأمريكان والإسرائيليين والترك ومشاركتهم عدوانهم الصهيوني علي سوريا.. ثوبوا إلي الحق وأرفعوا أيديكم عن سوريا..